من المعلوم أن إكرام الميت دفنه وإحترام مقابرنا واجب علينا لأننا حقا سوف يكون لنا مكان يوما ما لا يدرك وقته إلا الخالق عز وجل إلا أن المشكل الغريب اليوم هو التهميش واللامبالاة لهذه الأماكن المقدسة خاصة مقابر ولاية بلعباس كونها باتت حديث العام والخاص . حيث أنها أصبحت في طي النسيان نتيجة تواطأ السلطات المحلية والتي تعتبر المسؤولة عن تدهور هذا المكان المقدس ، فالمسؤولين المحليين نسو واجبهم من حيث هذا الجانب والمتمثل في الإشراف والإهتمام والعناية بالمقابر هذا الواجب الذي لا بد منه انطلاقا مما تمليه علينا شريعتنا الإسلامية التي تصون كرامة المسلم في الحياة وبعد الممات فصدق من قال "كرامة المسلم ميتا ككرامته حيا "وهو ما يأكد أن المسؤوليات أنستهم واجباتهم اتجاه المواطن ومدينتهم التي هي الأخرى تعاني في صمت رهيب . وأنت زائر للمقابر ببلعباس تتألم لما وصلت إليه هذه الأماكن التي يرتاح فيها الموتى،حيث أنهم أصبحوا لا يحترمون هذه الأماكن بوقوفهم العشوائي و التكلم في الهاتف النقال بكل إستهزاء وأخذهم صورا تذكارية آنذاك وهو بصفة عامة يعتبر إجحاف في حق الأموات ، كما أنها صارت المكان المفضل للخارجين عن القانون ومسرحا للشرب واللهو والتستر هناك .أما من جانب النظافة فحدث ولاحرج فقد أصبح المواطن يفضل هده الأماكن المقدسة ليرمي فيها أوساخه المتناثرة هنا وهناك وكأنها مزبلة عمومية في بعض المقابر وهذا في ظل الغياب التام للعمال الساهرين على مثل هذه الأماكن التي لا بد من إحترامها ،زد على ذلك أنها المكان المفضل للرعاة لممارسة نشاطهم الرعوي والعيب الكبير هو المرور فوق تلك المقابر القديمة دون مبالاة . وهكذا يمكننا القول وبكل صراحة أن واقع المقابر في بلعباس أصبح مسرحا عاما كباقي الأماكن حيث فقدت هذه المقابر جمالها البيئي وقد صارت حياة المواطن الزائر لقبر ميته في خطر نتيجة إنتشار الحشائش الضارة وهذا ما يسهل إنتشار الحشرات والأفاعي وهكذا تبقى مناشدة أصحاب الشريعة ببلعباس وضع حد لهاته المهزلة التي حتما سوف نقع فيها يوما من الأيام .