فأنا لم أتْركها ورائي. لَمْلمتُ تفاصيل طفولتي ذِكرى ... ذِكرى... كما كنّا نجمع الصَّدف مِن على شاطئ البحر أتَذكّرُ... لم نكن نشبعُ اللّعب لا نتعب. نرجو الشَّمس أن لاّ تغيب نركض وراء الأحلام... نمسك النّجوم نغنِّي... نصنع ألعابًا بريئة مازلت أتذوّق طعمَ أوّل قهوة خياليّة أراني و أنا ألوّن الجدران بطلاء الأظافر و أنا أفكُّ من شعري الجديلة نحبُّ كلَّ فصول الطبيعة... كم كانت تضحكنا لسعات البرد كم كانت خطواتنا على الثلج كبيرة نقطف كلّ ورود الربيع... نسابق الفراشات السعيدة الصّيف كنزنا.... مازلت أذكرني و أنا أجادل جدّتي... لا تقولي صغيرة لقد أصبحت كبيرة قالت ستكبُرين رُغما عنك ستكبُرين لا تستعجلي... سيغافلُكِ الزّمن و يكسر لعبتكِ ستثلج فوق شعركِ. ستشقُّ السِّنين على وجهكِ دُروبها الآن أفهم كلامها.... كَبرتُ... كانت أكبر همومي أن تتّسخ ثيابي كبرت أصبح همِّي أن لاّ يتّسخ قلبي اكتشفت كم كان الغول بريئا نكبر لتتكاثر البراءة لكنَّ جدار الفقر انهار... انهار على رؤوس الطفولة كم عينا بريئة تعاني الحرمان تعالوا نقيمه من جديد... دينار واحد... به نقيم بنك طفولة سيربي الله الصّدقة... براءات ستنبت الحبَّة سنبلات تستحقُّ الطفولة أن تَطعم من الخيرات بقلم: سمية فرح زاد قسنطينة