أكدت الجزائر وسوريا عزمهما على ترقية تعاونهما الثنائي وتطويره بما يتناسب والإمكانيات التي يزخر بها البلدان.وأبرز الوزير الأول أحمد أويحيى ورئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية للجنة المختلطة الكبرى للتعاون بين البلدين تطلعهما الى ترقية التعاون الاقتصادي ليبلغ مستوى العلاقات السياسية وأعربا عن أملهما في ان يفتح لقاء الجزائر "آفاق عمل واسعة وواعدة" امام البلدين. وأوضح أويحيى في كلمته أن الجزائر " تسجل باعتزاز التحرك النوعي القوي الذي عرفه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات " مشيرا الى أن "50 زيارة لوفود جزائرية من مختلف المستويات قد تم القيام بها الى سوريا ". وأضاف في هذا الصدد بأن مجموعة هامة من " مشاريع الاتفاقيات والمذكرات قد أعدت لهذا الموعد في مجال الاقتصاد والتجارة والثقافة والمواصلات " مشيدا في ذات السياق ب " التحسن " الذي عرفته وضعية الجالية الجزائرية المقيمة بسوريا. وبعد أن ذكر بأن التبادل المكثف للزيارات بين البلدين سمح بالمزيد من التعرف على شتى مجالات التعاون المتاحة أبرز الوزير الأول أن " جميع الوثائق والاتفاقيات التي ستتوج أشغال هذه الدورة من شأنها أن تساهم في " تعبيد النهج أكثر فأكثر لرجال الأعمال والجامعات ومختلف القوى والهيئات في كلا البلدين للمزيد من العمل المشترك خدمة للتنمية في البلدين ". من جهة أخرى ذكر أويحيى بمجهودات الجزائر التنموية مشيرا على سبيل المثال الى تأهبها " للانطلاق في برنامج ضخم للإستثمار العمومي تعهد به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمام الشعب " مضيفا أن هذا البرنامج " يتيح العديد من الفرص أمام الشركات الجزائرية والسورية لإقامة مؤسسات مشتركة ومن ثمة الحصول على صفقات عمومية بشروط امتيازية ". على الصعيد العربي أكد أويحيى أن الشعوب العربية " تناضل حتى اليوم من أجل تحرير فلسطين وتأسيس دولتها المستقلة في حدودها لسنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف وكذا من أجل انسحاب الاحتلال الصهيوني من الجولان السوري وما تبقى من الاراضي اللبنانية ". ودعا أويحيى في هذا السياق الفلسطينيين الى " توحيد الصف والكلمة " كما أعرب عن " الانشغال " بضرورة الحفاظ على وحدة العراق وسلامته. من جهته أثنى رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري على علاقات البلدين واعتبرها " مضرب مثل في قوتها ومتانتها لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الدول الشقيقة ". كما أعرب عن " ثقته " في أن انعقاد هذه الدورة " سيفتح آفاق عمل واسعة بالنظر الى ان الامكانيات التي يتمتع بها البلدان يمكن الارتكاز عليها في بناء شراكة استراتيجية تشمل الفضاء الاقتصادي بابعاده التجارية والصناعية ". وفي ذات السياق أبرز عطري أهمية " اتخاذ قرار يتعلق بإنشاء خط نقل بحري يربط سوريا والجزائر ودول المغرب العربي الأخرى مستفيدين بذلك من كل الامكانيات والموارد المتاحة ". كما أكد على " أهمية توطيد أسس التعاون الثنائي وتعزيز اللقاءات بين غرف التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والملاحة البحرية وتفعيل دور رجال الاعمال والمستثمرين واقامة الشراكات الاقتصادية والاستثمارية " داعيا الى " الاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة في كلا البلدين ". على الصعيد العربي جدد المسؤول السوري موقف بلاده الداعي إلى وقف التطبيع مع إسرائيل ورفع الحصار اللاانساني المفروض على غزة وفتح المعابر ووقف الاعتداءات المستمرة التي تطال المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدسالشرقية. كما شدد رئيس مجلس الوزراء السوري على " دعم " بلاده لخيار المقاومة الذي يضمن الحقوق المشروعة ويعيد الأراضي العربية المحتلة في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان.