أجل...رأيتهم وكل عين قد أغمضوها....بماء الورد غسلوها.....بالكافور حنطوها.....وبالبيضاء كفنوها....وعلى نعش من خشب حملوها كان الكل يبكي و ينوح ..... و أبي كالمجنون تارة يغدو و تارة يروح... و أنا أسائل قلبي المجروح......... يا قلب أتلك أمي.....يجيب أجل أسأله و ما بالها.....فيقول انتهى الأجل أعيد السؤال مرة أخرى.. يا قلب أتلك من ربتني...يجيب نعم و أنت طفل أسأله و ما حالها...فيقول..جسدها عن هاذي الحياة قد ارتحل حملوها...و من بيتها أخرجوها....و نحو المقبرة أخذوها... من شدة تواضع أمي كانت تلك أول مرة أراها تتقدم جمعا غفير.... الله أكبر..الله أكبر ..كلمات رددتها أغواه الكبير و الصغير.... وصلنا الى المقبرة كانت ذرات المطر تتهاطل...و حفار القبور في حفر ذاك القبر يتماطل.... فجأة أحسست بقبلة وداع تلامس فمي...للأسف زادتتني أما على ألمي...تمنيت لو كان هناك خالي و جدي و عمي...و بقيت هي ..و بقيت لي أمي.. لأني حين دفنتها دفنت معها إحساسي..و شعوري بالناس.... دفنت معها قلبي و شعوري بالحب...... مقتطفات من قصيدة سجل يا قدر