ترى الحرفية صابرينة بوشنافة قاسمي، أن الحرف التقليدية بالجزائر بحاجة أكثر إلى الاهتمام و التدعيم من طرف المعنيين، مشيرة في هذا السياق إلى أهمية هذه الأخيرة في الحفاظ على التراث الجزائري الذي أصبح مهدد بالزوال. و أكدت الحرفية صابرينة بوشنافة قاسيمي خلال مداخلتها التي نظمت أول أمس بقصر حصن 23 بقصر رياس البحر و المندرجة في إطار فعاليات الطبعة الرابعة من المهرجان الدولي لإبداعات المرأة و التي تمحورت حول" تجربة خزفيين في الجزائر"، عن أهمية الاهتمام بالحرف التقليدية التي تعد جزء من نسيج الهوية الوطنية. كما تطرقت بوشنافة في معرض حديثها إلى تجربتها الشخصية وأولى خطواتها في عالم الفن بمادة السيراميك التي امتهنتها ما يربو عن 15سنة قضتها المتحدثة في هذا المجال، في رحلة بحث طويلة قادتها إلى فرنسا حيث تلقت تكوينها أصول فن الخزفي بإحدى مدارسها الخاصة، ومباشرة بعد دخولها أرض الوطن سارعت إلى تأسيس ورشة " أراضي شرقية" مساهمة منها لتطوير فن الخزف بالجزائر، وقالت" فن الخزف فن قائم بذاته، وله مناهجه الخاصة، وطرق تصميم الأشكال المراد تصنيعها، وفن الخزف يؤرخ للمكان والزمان، وعادات وتقاليد المجتمعات". مشيرة في الوقت ذاته إلى طبيعة الخزف التي تشتهر به ولاية تيبازة التي قالت بشأنها أنها أرض الحضارات ومنبع الفنون، " أثناء الرحلة التي قمت بها رفقة فريق بحث وجدنا الكثير من النساء اللاوتي يقمن بأشغال يدوية وجسدن تحف فنية راقية، والتي اعتادت الأسرة التي تقطن هذه المنطقة استعمال تلك القطع في ممارستها لحياتها اليومية، وأهم اكتشاف تم العثور عليه أن الأشكال الهندسية التي طبعت القطع الخزفية تعود إلى العهد الروماني الذي حكم هذه المدينة الساحلية قرون من الزمن، والغريب في الأمر أن تلك الحرفيات لا يعرفن منبع هذه الأشكال التي تزين بها الأواني الفخارية، حيث نقوم بعملية تشجيعهن لمواصلة ممارسة هذه الحرفة لحفاظها من الزمن " للإشارة كانت لبوشنافة مساهمة في إعداد كتاب حول تقنيات الفخار بأعمالها اليدوية المصنوعة من مادة الفخار، كما كانت لها المشاركة في عديد المعارض المحلية والدولية، كما نظمت ندوات ومحاضرات حول الفن الخزفي في مختلف جهات الوطن بسكرة، تيزي وزو، جيجل، للتعريف بهذه الفن والمشاكل التي يتلقاها الحرفي وكذا خصوصية كل منطقة تبعا للشكل الهندسي الذي يميز كل قطعة. للإشارة، يختتم اليوم بقصر الثقافة فعاليات هذه الطبعة بتنظيم حفل موسيقى ينشطه الفنان حميدو، هذا إلى جانب توزيع جوائز على أحسن عارضة شاركت في المهرجان.