صدر حديثا عن مطبعة حسناوي مراد بالجزائر العاصمة ، كتاب "النداء الخالد" للكاتبة لصفر خيار خديجة ، حيث يسرد الكتاب مذكرات مجاهدة حول أحداث معركة "إيواقورن" واستشهاد مليكة قايد. ويحمل الكتاب في طياته ذكريات نقشتها براعة الثورة في القلوب، وشهادات واقعة تفيض صدقا واعتزازا، وتعتبر أكثر من ذكريات مجاهدة، فهي المعاناة والآلام التي واكبت ثورة التحرير، كما أنها مرآة للحياة التي عاشها جميع الجزائريين رجالا ونساء وأطفالا، وقد قالت الكاتبة لصفر خيار خديجة التي تعتبر إحدى المشاركات في ثورة التحرير، "عاهدت نفسي مرات عديدة على أن أقوم بتسجيل ذكريات الجهاد والكفاح...وقد كتبت حديث هذا العهد على جدران السجون...". وقد سجلت الكاتبة في هذا النشر، ذكرياتها حول معركة "إيواقورن" التي استشهد فيها سي مولود، سي شريف، ومليكة قايد، وكذا اعتقال الكثير من المجاهدين، مشيرة في كتابها إلى متابعتها لكل المقتطفات والأحداث، سواء فيما يتعلق بمشاركاتها أو عند اعتقالها من قبل المستعمر الفرنسي. وركزت خديجة خيار في كتابها "النداء الخالد"، على معركة "إيواقورن" التي استشهدت فيها مليكة قايد وآخرون، حيث تروي الأحداث بكل تفاصيلها قبل المعركة، أثناءها، وبعدها. واستهلت الكاتبة مؤلفها بالتعريف بالمجاهدين والمجاهدات اللذين شاركتهم الثورة جنبا إلى جنب، كما أعطت نبذة عن حياة كل واحد منهم، واستعرضت الرسائل التي كانت تكتبها من داخل الزنزانة على غرار الخطاب التي كتبتها للمجاهدة خيرة بن العربي المدعوة "هجيرة" من داخل سجن "غان" سنة 1958، بعد أن قبض عليها في معركة جبل ايواقورن والذي أسمته "يوم الذكرى"، وكذا رسالتها إليها من داخل زنزانة سجن "بو" بفرنسا في 28 جوان سنة 1959، وكذا الأبيات الشعرية التي كتبتها بسجن بربروس سنة 1957 تحت عنوان "جميلات"، ولم تنسى الكاتبة أن تذكر أهم مذكراتها المتمثلة في التصريح الذي أعدته في سجن بربروس والذي ألقته لدى المحكمة الاستعمارية في 10 فيفري سنة 1958، بالإضافة إلى ذكرياتها من داخل السجون التي ارتادتها. واعتمدت الكاتبة والمجاهدة خيار، في كتابها على الطريقة الوصفية فهي قد وصفت كل ما مرت به إبان الثورة التحريرية بكل دقة وبكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، مهتمة بذكر كل ما يتعلق بالحوادث التي صادفتها وكذا كل المواقف البطولية والفدائية الجزائرية. وقد أرادت خديجة خيار من خلال ما نشرته في هذا المؤلف، أن تعترف بجميل العظماء والعظيمات على حد تعبيرها، الذين كانوا منارة لها، مؤكدة في تقديمها للكتاب أنها قد رأت أنه من الضروري تسجيل الأحداث من نقطة البداية، وقد قصدت بذلك بداية الشعور بالوعي الوطني إلى بداية المشاركة في النشاط الثوري مع ربيع الفتوة والشباب، مرورا بالمواقف التمهيدية التي واجهتها إلى غاية الدخول الحقيقي في عالم الثورة، مشيرة أن الثورة كانت من الصميم وغرست في أعماق أبنائها، وقد فضلت عنونة مؤلفها ب "النداء الخالد" والذي يفسر نفسه بنفسه فهي اعتبرت نداء الثورة خالدا لأنه لازال باقيا وسيبقى إلى الأبد.