أكد مصطفى نويصر، باحث في تاريخ الحركة الوطنية والثورة، أن الصراع الذي يدور اليوم في الساحتين الجزائرية والفرنسية ليس وليد اليوم، وقد توج بتمجيد فرنسا لماضيها الاستعماري، في حين تطالب الجزائر باحتشام بالاعتذار على هذا الماضي. وأوضح مصطفى نويصر خلال تنشيطه لمحاضرة تحت عنوان "الصراع على الذاكرة"، من تنظيم الجمعية الفلسفية الجزائرية بمقر جريدة "صوت الأحرار"، أن المؤرخين الفرنسيين وضباط الجيش الفرنسي الذين امتهنوا الكتابة خلصوا إلى أن وجودهم شرعي، فالجزائر حسبهم أرض رومانية مسيحية افتكها المسلمون في القرن السابع ميلادي. وأشار المتدخل ذاته، أن المقارنة بين التاريخ المدون في كل من فرنساوالجزائر تبقى غير متكافئة، مضيفا أن الكتب التي صدرت حول ما يسمونه بحرب الجزائر بلغت 2000 كتاب في 1995، وقد بلغ عددها 4500 كتاب في 2009، ومنذ 2009 إلى غاية اليوم زاد عددها في ب 250 كتاب. وأشار نويصر إلى أن احتكار الكتابة التاريخية في عهد الحرب الواحد مسميا إياه "التاريخ الرسمي"، عندما بدأت هذه الكتابة في بداية السبعينات عندما تأسس "المركز الوطني للدراسات التاريخية" لكنه لن يقدم الكثير، وبعد إلغائه حل مكانه "مركز تاريخ الحركة الوطنية" الذي لم يخرج عن الطابع الرسمي رغم بعض الإنجازات القيمة خلال السنوات العشر الأخيرة. وفي مداخلته أكد المؤرخ محمد القورصو، أن الصراع على الذاكرة متواجد في. الضفة الأخرى عندما هلل له مؤيدو تمجيد الاستعمار في الجزائر، مضيفا أن فرنسا تعاني من "عقدة " ،لأن الاحتلال جزء لا يتجزأ من تاريخها. وأضاف القورصو، أن الجزائر تبحث عن الذاكرة ولهذا هي بصدد وضع أسسها، مضيفا أنه تحت رئاسة عبد العزيز بوتفليقة أخذ التاريخ مكانة في المؤسسة السياسية فتم تنصيب هيئات للترويج للثقافة التاريخية، واصفا إياها بمصنع التاريخ الذي تتكفل به رئاسة الجمهورية. وصرح المتدخل ذاته، أن الخطاب الرسمي الذي يطالب بتجريم الاستعمار خلق الشرعية الثورية التي أتت بهندام جديد، وإن كان جوهر هذا الخطاب قويا إلا أنه بقي حبيس الأدراج، فالجزائر اليوم بحاجة إلى مواقف سياسية، مضيفا أن المناسبات التاريخية التي كانت ومنذ سنوات الستينات إلى غاية الثمانينات عبارة عن احتفالات رمزية اكتست بعدها مظهر العرس. وأشار المؤرخ، إلى أن الكتابة عن التاريخ ضئيلة مقارنة بما كتبته فرنسا، مصرا على أن الجزائر اعتمدت في كتابتها للتاريخ على الإيجابيات فقط، بينما السلبيات تم تحويرها لتصل إلى التحريف والتزييف، ضاربا مثالا عن فرحات عباس الذي لطالما قيل بأنه متجنس بالجنسية الفرنسية، لتكشف معلومات محفوظ قداش بأن الأمر لا أساس له من الصحة. وصنف القورصو، وزارة المجاهدين، المنظمة الوطنية للمجاهدين، المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية لثورة نوفمبر 1954، في خانة المصنع التنفيذي، وصنف أيضا منظمة أبناء الشهداء والمجاهدين وذوي الحقوق، الكشافة الإسلامية، جمعية 8 ماي 1945، مؤسسة الأمير عبد القادر، وكذا جمعية مشعل الشهيد في خانة المقاولة التاريخية. زينب.ب