يستعد المسرح الجهوي لأم البواقي تحضيراته للمشاركة في الدورة 16 من أيام قرطاج الدولية التي ستحتضنها تونس في الفترة ما بين 22 إلى 30 من الشهر الجاري، بعرضه المسرحي "افترض ما حدث فعلا" للمخرج لطفي بن سبع عن نص من تأليف الكاتب العراقي عبد النبي الزايدي، هذا إلى جانب مشاركة 65 فرقة مسرحية من تونس ودول عربية و إفريقية و أوروبية. عرض "افترض ما حدث فعلا" ممثل المسرح الجزائري في هذه التظاهرة الثقافية، و الذي سبق ونال عدة جوائز في مشاركته الوطنية حيث نال جائزة أحسن عرض متكامل، وأحسن دور رجالي، وأحسن ممثل واعد، وأحسن إخراج، في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة، وجوائز أخرى في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية، أهمها جائزة لجنة التحكيم و كانت تتعلق بأحسن كوريغرافيا، يتناول العديد من القضايا التي يعيشها المجتمع الجزائري في الوقت الراهن في قالب كوميدي هزلي ساخر، تروي حكاية مجانين يستيقظون على قرار أحدهم بخوض لعبة الحرب، ومشروع إنجاز نصب للجندي المجهول، إلا أن مستشار الزعيم لم يعثر على جثة شخص تليق بهذا المقام، فيهوم المستشار على وجهه، بحثا عن حلول ترضي غرور المارشال، وتروي عطشه للحرب، عن هذه الرحلة غير المعقولة، قال الزيدي في إحدى حواراته إن مسرحية "افتراض ما حدث فعلا" هي واحدة من سلسلة مسرحياتي التي وجدت من السخرية ملاذا لفعلها، تصرخ بالقتلة، تحاول أن تنبه لما يحدث، تشير بدقة إلى أن الإنسان داخل منظومة الدكتاتورية مجرد روبوت يرسله إلى حروبه العبثية متى يشاء. وهكذا كان المجانين الثلاثة في فرقة أم البواقي، يصغون إلى صوت قائدهم، يحاولون عبثا إيجاد الجندي المجهول، الذي لم يكن في آخر المطاف سوى جثة جندي أحد البلدان الصغيرة المعتدى عليها، تقرر دفنه بعيدا عن أرضه وأهله، لولا استيقاظه ورفضه التنكيل به ميتا. يحاول لطفي بن سبع مخرج المسرحية من خلال أحداث القصة التي قدمت بالعربية الفصحى إبراز تناقضات العولمة وكواليس الصراع على السلطة معتمدا في ذلك على الممثلين كأداة للتعبير وإيصال الرسالة المرجوة إلى الآخر لاسيما وأنه فضل أن يكون الديكور بسيطا بدون ألوان ليقتصر على جثة شكلت الرمز والمغزى في الحكاية. كما ستعرف هذه التظاهرة التي ستفتتح بعرض تونسي للمخرج فاضل الجعايبي تحمل عنوان "تسونامي"، تقديم 66 عرض مسرحي، منها 39 عروض تونسية، أما باقي العروض فهي مقسمة على عربية ، أجنبية و إفريقيا، نجد 4 عروض مغاربية لبيا، المغرب، الجزائر، 9 عربية و تشمل سوريا، مصر، الأردن، العراق، سلطنة عمان، السعودية، الكويت، فلسطين و لبنان، و6 أوروبية نذكر فرنسا، إيطاليا، سويسرا، إسبانيا، بلجيكا. الجدير بالذكر، أن أيام قرطاج المسرحية هي مهرجان دولي للمسرح تشرف عليه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية، وقد انطلقت هذه التظاهرة عام 1983، لتنتظم على غرار أيام قرطاج السينمائية مرة كل سنتين، وألحقت بهما مؤخرا و تحديد في سنة 2010 أيام قرطاج الموسيقية.