طالبت العشرات من الجمعيات المهتمة بالأثار والمكاسب التاريخية ببلدية هنين الساحلية من مديرية الثقافة لولاية تلمسان بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ المعلم الأثري لبرج نونة الذي بدأ ينهار تدريجيا كلما تعرض للرطوبة الناتجة عن التساقطات المطرية و كذا تبخر مياه البحر الذي تعدّ من العوامل الرئيسية في هشاشة الأسوار الفنيقية وسقوط جزء كبير منها مما قلص من طولها الحقيقي الذي بنيت به في الحقبة الفنيقية بارتفاع يصل إلى 1200 متر و سمك جداري بمتران . هذا وكشفت مراسلة الجمعيات أن البرج والسوار يحتاج إلى عملية استعجالية لإعادة ترميمه من جديد كونه لم يخضع لتقنيات دقيقة خلال ترميمه سنة 2012 حيث انعدم الإتقان الفعلي بالأسوار و مخلفات أخرى من ماضي هنين الحضارية أمثال برجي سبانيول و أولاد أعمر اللذين يقابلان الأبراج البحرية والتي تعد من شواهد المدينة ال 22 بما فيها الواقعة بالقصبة و دار السلطان على مستوى السور الغربي المتباعدة عن بعضها البعض بمسافة تتراوح بين ال14 و ال15 مترا و كلها أثار أصبحت مهددة بالزوال بسبب عدم الاهتمام وأضحت تحتضر تدريجيا مع أن المختصون يعرفون عن هنين أنها كانت تعد خط الدفاع الأول و محطة للتبادلات التجارية عبر الساحل البحري العائد لسنة 1100 قبل الميلاد.أين كانت هنين تحل مكانة مرموقة في الجانب التجاري ساهم في الثراء الاقتصادي للمنطقة ومحيطها الحضاري لما كان يحط بها من سفن جنوة و بيزة و فلينسيا و مرسيليا و نقلت شتى المواد بمينائها من تبر و عاج و ريش النعام و الذهب التي بدورها نقلت سلع الحواضر إلى أواسط افريقيا عبر طريق الملح التي ذكرتها كل كتب التاريخ لكن إهمال ترميم الشواهد التاريخية صار يهدد بزوال تاريخ هذه المدينة التي تناقلها الكتّاب عبر فترات من التاريخ واستشهدوا بمينائها الذي يعد من أوائل الموانئ بشمال افريقيا.