في الوقت الذي تم تصنيف غابة الأطلس بخنشلة محمية طبيعة تستدعي الاعتناء بأشجارها خاصة منها شجرة الأرز التي تبقى مستهدفة، امتدت إليها أيادي التخريب وسلبتها الحياة لتهريب خشبها المتين إلى الدول المجاورة لتصنيع الأثاث الفاخر وبيعه بأثمان باهضة. لم تسلم أشجار الأرز الأطلسي من شبكات المافيا، ولم تستطع مجابهة مهربين أصروا على قتل الحياة في غابات تحيا بالإخضرار الدائم للشجرة التي ارتبط اسمها بالشموخ، وحولوها إلى مناجم لاستنزاف خشبها الذي يسيل لعاب شبكات أخرى تبيعه للدول الاوروبية لصناعة الأثاث الفاخر .وفي هذا السياق كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بخنشلة المقدم علي روان ان مصالح الدرك الوطني تمكنت من افشال مخطط إجرامي سطرته عصابات تهريب جهوية تعمل بالتواطؤ مع بارونات تهريب دولية لتمرير كميات معتبرة من خشب إشجار الإرز إلى خارج البلاد. من جهة أخرى كشف ذات المتحدث ان مصالح الدرك نجحت في استرجاع ما يزيد عن 293 قطعة خشب من أشجار الأرز الاطلسي الموجهة للتهريب نحو ورشات سرية تقوم بتحويلها الى اواني تقليدية, تباع في الأسواق المحلية باثمان جد باهضة, خصوصا وان سكان المناطق الشرقية بالبلاد لايزالون متمسكين بعادتهم في استعمال هذا النوع من الأواني, وهو الأمر الذي استغله المهربون لجني ثروات طائلة, حيث يفوق 10 ملايين دج للقنطار الواحد من مادة الخشب الخام, غير مبالين بعواقب هذا النوع من الاجرام الذي يهدد الثروة الغابية بالزوال. وقال الرائد روان ان ولاية خنشلة عرفت خلال الاونة الاخيرة انتشارا واسعا لهذه الظاهرة لمختلف انواع الاشجار لاسيما اشجار الارز الاطلسي من قبل لصوص التهريب, والتي اوجبت على مصالحه انتهاج سياسة جديدة ومخططات أمنية مشددة لتمكينهم من تفكيك الشبكات الخطيرة التي تقوم بنهب وسرقة الثروات الغابية التي تتميز بها الولاية والمتواجدة بشكل كبير بمنطقة شيليا والمسماة "راس كلثوم " وتهريبها نحوالدول العربية الجاورة اين تم تهريبه نحوالدول الاروبية عن طريق عصابات دولية متواطئة مع عصابات جهوية تنشط بالجزائر لم تتنواني في هدر هذه الثروات الغابية من جهة وتحطيم الاقتصاد الوطني من جهة أخرى.