اكتسحت الدراما البلويودية في الآونة الأخيرة الساحة العربية بشكل كبير، و أصبحت الشغل الشاغل حاليا لدى بعض المشاهدين، كما عرفت نهوضا سريعا وارتفاع جد كبير في مستوى نسبة المشاهدة في السوق العربية، و صار من العرب من يحبذ مشاهدة المسلسلات الهندية ، وقد سحبت نسبة المشاهدة من الأفلام التركية التي اكتسحت الأسواق بكثرة في في العشرية الأخيرة ، وأصبح المسلسلات الهندية مثل "سجين الحب" و " سحر الأسمر" " جودا أكبر" محط مشاهدة بنسبة جد كبيرة، و بالأخص من قبل الرجال ، ما جعل القنوات العربية تولي اهتمامها للعمل الهندي المدبلج . الجزائر الجديدة تتطرق إلى موضوع المسلسلات الهندية التي باتت تستلهم الجزائريين بصفة خاصة ، لمعرفة هل الدراما التركية ذهبت من عقولهم واستبدلت بالدراما الهندية ؟ وهل نقص مشاعر الحب و الأمان ، هي التي تجعلهم يلجؤون إلى المسلسلات الهندية و هل هي التي دفعتهم إلى البحث عن عن شيء يفتقده أغلبهم في علاقاتهم الإنسانية؟ وكيف استطاعت هذه المسلسلات إبهار المتلقي وكسب متابعتهم؟ وكيف تؤثر هذه المسلسلات على نفسية المراهق والشاب الجزائري بصفة خاصة؟ و ما هو حكم الدين حول هذه المسلسلات؟ كلها تساؤلات حاولنا الغوص فيها لمعرفة الأسباب التي يلجأ إليها المشاهد الجزائري في مشاهدة هذه المسلسلات المدبلجة. غزو ثقافي منظم يسعى لعلمنة المجتمع المسلم تقول الآنسة زينب ، أنه في كل مرة يتعلق الجزائريون بنوع معين من المسلسلات التلفزيونية، وفي كل فترة يتابعون أحدها تصبح هذه الأخيرة حديثهم اليومي، وهاهي المسلسلات الهندية تنزع اللقب من التركية التي تعلق بها المشاهدون خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة بعد أن خُصّص لها قنوات خاصة مثل "زي ألوان"، "زي أفلام" آم بي سي بوليود"B4 plus"" B4 aflam"ولكن مشاهدة أي نوع من المسلسلات متعلق بظهوره لأول مرة ، سرعان ما ينتقل المشاهد إلى برامج أخرى، لأن الأمر مؤقت حسب أنواع المسلسلات المقدمة وحسب القصة التي يتناولها المسلسل، كما نرصد الآن أهم ما تدعو إليه تلك المسلسلات من قيم دخيلة على مجتمعنا الإسلامي، والتي تنعكس على مسار تربية المراهق وسلوكه، وما كان هذا ليحدث لولا وجود كمٍ معتبر من القنوات التي ديدنها إفساد أخلاق شبابنا، وتزيين الباطل لهم، وتقريب المنكرات منهم وهم جالسون في عقر ديارهم، لأنه باختصار غزو ثقافي منظَّم يسعى لعلْمنة المجتمع المسلم. هي هوس ترجعهم يبحثون عن شيء يفتقدونه في علاقاتهم الإنسانية السيد رشيد موظف في قناة، يعتقد أن المسلسلات الهندية خطر كبير على هوية الأسرة الجزائرية، ذلك أنها تروج لمعتقداتهم الهندوسية عكس المسلسلات التركية التي مهما بالغت في البعد عن قيم مجتمعنا، فان فهي مشاهد تربط الجزائري بواقعه كصلوات الجنازة مثلا، اعتقد إن سبب هوس الجزائريين بالمسلسلات الهندية يرجع أساسا في بحثهم عن شيء يفتقدهم أغلبهم في علاقاتهم الإنسانية إلا وهي الرومانسية وهو ما تروج له وبشيء من المبالغة المسلسلات الهندية، لذا فهي خطر على مجتمعنا العربي وعلى الإسلامي خاصة، كما أن هذه المسلسلات تُسلسل عقول المتتبعين، ولا سيما المراهقين وهم في هذه الفترة الحرجة من حياتهم بحكايات قيس وليلى في القرن الحادي والعشرين، فتعْلق ملامح التبرج والسفور في عقولهم ويصير الحرام حلالا والممنوع مرغوبا بشدة، تمهيدا للتحرر تدريجيا من قيم المجتمع الإسلامي. كثرة المشاهدة للمسلسلات هي التي جعلتهم يبحثون عن بديل السيد محمد موظف في مؤسسة عمومية الجزائريين شاهدوا المسلسلات التركية بكثرة ولمدة سنوات قرابة 5 سنوات، ونظرا لتشابه السيناريوهات أو لعدم توافقها مع الواقع بحثت عن بديل، فوجدت المسلسلات الهندية، ولا ننسى أن الجزائريين لهم ارتباط بالسينما الهندية منذ سنوات مضت، وعادة الشباب الجزائري ينجذب بشكل كبير إلى الجمال الهندي الأسمر، والذي قد يكون حسبهم الأكثر سوادا مقارنة بشقراوات تركيا في الجزائر. رأي الدين يرى الشيخ لزهر إمام بإحدى مساجد العاصمة، أن المسلسلات المدبلجة بصفة عامة والهندية بصفة خاصة خطر كبير على المجتمع الإسلامي، لأنه مثل هذه المسلسلات تحرش شبابنا على الفواحش والمنكرات وتفسد أخلاقهم، وهي بالتالي تعلق في عقولهم الحرام ويصير هذا الأخير حلالا والممنوع مرغوبا بشدة وهذا كله للتحرر من قيم مجتمعنا الإسلامي، كما يرى أن المسلسلات الهندية تروج لمعتقدات أخرى تجعل المشاهد الجزائري يتاثر بشكل كبير في هذه المعتقدات الغير سليمة والتي قد تشغله عن تعلم دينه الحنيف،. كما يرى أن تأثير هذه المسلسلات على المجتمع الجزائري راجع للحقبة الاستعمارية، حيث حاول الاستعمار المدمر محو هوية المجتمع المتمثلة في الدين و اللغة كما حارب بشكل كبير في محاربة التعليم القرآني واللغة العربية، حيث جعل الجزائريين يهتمون باللغة الأجنبية ناسين لغتهم الأم وهي العربية، كما أن اشتهار الحضارة الأوروبية باللباس جعل شبابنا ينسلخون عن معتقداتهم، والتي اهتمت بتشييد الكنائس وما تقدمه من خدمات صحية وتعليمية وثقافية، من جهة أخرى فإن البحث العلمي حديثا كانت أبوابه مغلقة والشباب الآن يحرصون على التمدرس في المدارس الأوروبية عوض المدارس العربية وهذا قد يكون أسلوب جد سلبي على المراهق الذي يتخلى على تعاليم دينه وثوابته.