لا يزال عرض "مايا" المسرحي لمؤلفه و مخرجه هشام هواري بوسهلة، من إنتاج فرقة موزاييك من سيدي بلعباس، يستقطب دعوات المشاركة في مهرجانات دولية، التي دائما يتوج من خلالها بجوائز تقديرية، كان أخرها في شهر أكتوبر الفارط ، حيث استدعى للمشاركة في مهرجان بولندا المسرحي والذي نال فيه جائزة أحسن عرض متكامل و كان العرض العربي الوحيد المؤهل، وسيحط هذه المرة رحاله بمصر، بعد الدعوة التي وجهت له للمشاركة ضمن العروض المتنافسة في الطبعة السادسة من مهرجان "مسرح بلا إنتاج" الذي تنظمه جمعية " كريشين " المسرحية بالتنسيق مع البيت الفني للمسرح بالإسكندرية، الذي تنطلق فعالياته غدا الأحد و تتواصل إلى غاية 30 من الشهر الجاري. عرض المونودراما "مايا" الذي تجسده الفنانة الواعدة "سعاد جناتي" هو عرض مسرحي جزائري بامتياز، حصل على عدة جوائز خليجية وعربية ودولية و من أهمها نذكر ستة جوائز في مهرجان المسرح الدولي "البقعه" في السودان، إذ فازت مسرحية "مايا" بالجائزة الكبرى للمهرجان، كما فاز العرض بجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل نص، بالإضافة إلى جائزتي أفضل سينوغرافيا وأفضل مؤثرات صوتية، وتمكنت الممثلة سعاد جناتي من الفوز بجائزة أفضل دور نسائي في المهرجان، كما افتك الجائزة الكبرى لمهرجان بولندا الدولي لمسرح الممثل الواحد الذي عرف مشاركة أكثر من 40 عرض عربي وأجنبي، هذا إلى جانب تنويه له خلال مشاركته شهر فيفري المنصرم في مهرجان المونودراما بالفجيرة كأحسن عرض لولا مشاركته كانت ضمن العروض المبرمجة على هامش فعاليات المهرجان، بالإضافة إلى ذلك هو مرشح من طرف العديد من المهرجانات العالمية القادمة على غرار مهرجان بولونيا والبحرين ومراكش و غيرها. هذا العرض الذي أضحى عالميا رغم عدم اكتراث وزارة الثقافة لمجهودات صانعه، و الذي يعد التجربة الأولى لمؤلفه و مخرجه في عالم المونودراما، يتناول موضوع الهجرة غير الشرعية بطريقة خاصة، هو رسالة مشفرة للشباب الحالم بالهجرة والرحيل إلى ما وراء البحار لتحقيق تطلعاته، كما يتناول العرض قضايا عديدة يعيشها المجتمع في يومياته منها مشكل البيروقراطية الذي أضحي يطبع جميع إداراتنا الرسمية بما فيها المستشفيات و المدارس العمومية، كما يركز العرض من جانب أخر على المرأة على معاناتها في هذا المجتمع الامبريالي، و كل هذا يأتي في قصة فتاة نشأت في حي شعبي جزائري من عائلة ميسورة تلجأ إلى بيع الحلويات التقليدية لإعانة أسرتها المكونة من أخت مايا الصغيرة المصابة بالسرطان وأمها وجدتها المتقدمة في السن، ومع مرور أحداث العرض ، تلتقي البطلة بجارتها التي تعلمها فن رقصة الفلامينكو و تحكي لها عن الظروف الحياتية هناك التي لا تخلو حسب صديقتها من الرفاهية و العيشة الهنية، فتحلم البطلة للهجرة إلى إسبانيا لتتمتع بتلك الحياة، و فعلا تقرر البطلة ذلك بعدما تستعصي عليها ظروف الحياة القاسية التي لم يعد بقدرتها تحملها، و ذلك من اجل إعانة أسرتها الميسورة، لكن بمجرد أن تطأ أقدمها هذا البلد تصطدم بواقع أكثر صعوبة من الذي كانت تعيشه، كما أغلقت أمامها كل أبواب الرزق والعمل بسبب وضعيتها غير القانونية، هذا ما يجبرها إلى التسول في شارع الفنانين "لارومبا" ببرشلونة عبر أداء مقاطع غنائية جزائرية تتلقى مقابل هاته اللوحات الفنية صدقات المارة. للإشارة سيشارك في مهرجان "مسرح بلا إنتاج" المسرحي إلى جانب عرض "مايا" الجزائري، 18 عرضا 8 منها تمثل البلد المنظم، أما الفرق المتبقية فتمثل كل من فرنسا، الكويت، لبنان، السعودية، تونس والمغرب.