تمتع جمهور مسرح مدينة سيدي بلعباس سهرة أمس الأول بالعرض المسرحي الموندرامي "مايا" لفرقة موزاييك من ذات الولاية، وهذا خلال حفل افتتاح المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف دورة أمحمد بن قطاف. مسرحية "مايا" من تأليف وإخراج هواري هشام بوسهلة و جسدت الدور الوحيد البطولي في العمل الممثلة سعاد جناتي . وأديت مسرحية "مايا" باللهجة الجزائرية لمختلف جهات الوطن إضافة إلى بعض المقاطع بالإسبانية والفرنسية والشامية أحيانا، المسرحية هي رسالة شبابية لمعانات الشباب الحالم بالهجرة والرحيل الى ما وراء البحار لتحقيق تطلعاته، إضافة الى تناول الكثير من القضايا الإجتماعية عبر طابع شعبي سعل التلقي وفكاهي في أحيان عدة، استعين خلالها بالرقص خاصة الفلامينكو الذي طغى على صبغة العمل المسرحي "مايا" إضافة إلى الاعتماد بشكل كبير بالمؤثرات الصوتية، اللغوية والحركية. المسرحية تروي قصة فتاة ترعرعت في حي شعبي جزائري من عائلة ميسورة لجأت الى بيع الحلويات التقليدية لإعانة أسرتها المكونة من أختها الصغيرة المصابة بالسرطان وأمها وجادتها المتقدمة في السن، خلال تسلسل أحداث العمل احتكت البطلة مرارا بجارتها الأسبانية وتمكنت من تعلمت رقصة الفلامينكو، اختارت في مرحلة من حياتها الهجرة غير الشرعية إلى اسبانيا أين اصطدمت بصعاب حياة الحراق وأين أغلقت أمامها كل أبواب الرزق والعمل بسبب وضعيتها غير القانونية، فلجأت إلى التسول في شارع الفانانين لارومبا ببارشلونة عبر أداء مقاطع غنائية جزائرية تتلقى مقابل هاته اللوحات الفنية صدقات المارة. مسرحية مايا نالت عدة جوائز خارج الوطن إذ افتكت أغلب جوائز مهرجان المسرح الدولي بالسودان 2014 ، ونال جائزة "كلثوم" لأفضل عرض في الطبعة السابقة للمهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي الذي ينظم سنويا في عنابة منذ 2012. تجدر الإشارة إلى أنه تم أمس الأول الخميس افتتاح المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف دورة أمحمد بن قطاف بمسرح المدينة، والذي يدوم إلى غاية الأول من ماي المقبل، حيث يكرم في دورة 2014 الراحل أمحمد بن قطاف.
المخرج" هشام هواري بوسهلة ": "مايا مسرحية شعبية تخاطب الجمهور بأسلوب مباشر" وأكد مخرج وصاحب نص مسرحية "هشام هواري بوسهلة" أن سعيد لاختيار مسرحيته في افتتاح المهرجان، وأكد أن مسرحية مايا هي مسرحية شعبية تخلت عن خطاب النخبة يخاطب مباشرة عامة الجمهور بأسلوب واضح يمكن من إيصال الرسالة، وأوضح أن المسرحية طرأ عليها تغيير طفيف خاصة في الأغاني وإدراج كلمة فقاقير التي أصبحت لفظا شائع الانتشار. وأوضح أن متطلبات العمل من تجسيد لعدة أدوار وتأدية للأغاني والرقصات لم يكن صعبة لأنه يثق في قدرات الممثلة والتي حسبه وفقت إلى حد كبير في أداء ما أوكل إليها وهذا حسب الجمهور والجوائز التي حازت عليها المسرحية.
محافظ المهرجان: "نريد علاقة وتجاوبا مع الجمهور في اطار مسرح حديث متجدد" وذكر محافظ المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس "حسن عسوس أن المحافظة والمشرفين على المسرح عامة يريدون علاقة وتجاوبا مع الجمهور في اطار مسرح حديث متجدد، وهذا لتقوية ارتباط المواطن بأب الفنون وهذا خلال الكلمة التي ألقاها وأعلن خلالها عن الافتتاح الرسمي للمهرجان' وترحم في حديثه عن أعمدة المسرح الجزائري الذين رحلوا عنا مؤخرا وطالب الجمهور بدقيقة صمت عن الفقيد والممثل المسرحي "أمحمد بن قطاف".
العرض أخذ منا مدة 6 أشهر كتابة تجسيد تغيير وحكم وأكد المخرج غمار التجربة والمجازفة بالكتابة والإخراج في هذا الحقل من الفنون المسرحية ألا وهو المونودراما، حاولت أن أمنح الممثلة فيه كلّ طاقتها وروحها الفنية والإبداعية، طبعا كان الأمر صعبا لكنه يستحقّ العناء بحكم موهبتها وامتلاكها للعديد من المزايا التي تحثّ أي مخرج أن يستثمر في ذلك بجمالية وإبداع، صرحت كان العمل ممتعا في إنتاجه و في عرضه، أينما قدمناه نال إعجاب الجمهور والنقاد، فقد سبق و أن نلنا به جائزة "كلثوم" في الطبعة الثانية من المهرجان النسوي في عنابة، و شاركنا به مؤخرا في إمارة الفجيرة في الطبعة السادسة من المهرجان الدولي للمونودراما، كضيوف شرف، ونال الكثير من الإعجاب و الامتنان، فشكرا لكل من يمنحنا فرص المشاركة و كل يشجعنا لإعطاء الأكثر و للاحتكاك مع باقي التجارب الذي ستفتح لنا أفاق جديدة سنستفيد منها في أعمالنا القادمة، شكرا للسودان و تحديد لأم درمان، هذه الأرض التي أسعدت الجزائريين و ها هي اليوم تعيد فرحتنا بمنحها لنا فرصة المشاركة التي نلنا من خلالها شرف الفوز الذي أهديه إلى كل المسرحيين الجزائريين و الذي يثبت أن المسرح الجزائري مازال بخير". لإشارة، مهرجان البقعة الذي حمل هذه السنة شعار "المسرح لعموم أهل السودان"،هو مهرجان يقام سنوياً تزامناً مع اليوم العالمي للمسرح بإشراف من الدكتور علي مهدي نوري و إدارة الأستاذ عبد المنعم عثمان، وعن اختيار شعار "المسرح لعموم أهل السودان" هي الدعوة التي أطلقها الدكتور يوسف عيدابي قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف، من أجل الاستقاء من التراث،و لأجل تشكيل وعي نوعي للمسرح السوداني من حيث المضمون و من حيث الفُرجة على حد سواء.
والي سيدي بلعباس: "المسرح رسالة للقضايا الإنسانية والاجتماعية" من جهته قال والي مدينة سيدي بلعباس أن أهل المنطقة شغوفون لهذا الفن ومرتبطون به أيما ارتباط، وأضاف ان المسرح يحمل رسائل انسانية واجتماعية في قالب راقي وفني، تستوجب الإهتمام وترقية هذا الإبداع كما رحب هو الأخر بالفرق المسرحية المشاركة والجمهور وكافة من حضر.