دعت رئيسة تحرير صحيفة تشرين السورية، رغداء ماردين، الجزائر إلى اتخاذ الحيطة والحذر، وإلى عدم الركون للنيّات المبيّتة، تحت مظلة محاربة «داعش» في ليبيا، وذلك باستخدام الأراضي والأجواء المجاورة، وقالت أن الإرهاب الممتد الذي صنّعه الغرب، يسارع الآن ليس للقضاء عليه، وإنما لوضع قدمه على فمه، يرفعها عنه متى يشاء، ويطبقها عليه متى يشاء، خدمةً لمشروعه الاستعماري القذر المرسوم للمنطقة التي عليها أن تتجنّب مقصّ التحالف وكذبته في محاربة "داعش". وقالت رغداء ماردين، في مقال نشرته صحيفة تشرين السورية، أمس، "إن التحالف المزعوم الآن على ليبيا التي دمرتها فوضى "الديمقراطية الغربية"، ولكن الهدف الأهمّ هو الجزائر التي كان من المفترض، في المخطط "الاستراتيجي" التقسيمي الأميركي، أن تكون بعد سورية، لكن سورية التي أوقفت الزحف "الديمقراطي" أخّرت المخطط بما أبدتهه"، وتساءلت " وإلا، ما معنى أن تتجه أنظار التحالف إلى شمال إفريقيا وفق خطة أميركا التي تكشف رؤيتها في الانتشار... أما كيف؟ فهو سؤال سيجيب عنه طلب أميركا وفرنسا من الجزائر، تقديم تسهيلات عسكرية للتحالف الدولي ضد "داعش" بغية القضاء عليه في ليبيا"، وهو أمر ولا يتعلق الأمر بالجزائر فقط، حسب " ماردين"، فما هو مطلوب منها مطلوب من تونس ومصر المجاورتين لليبيا، وذلك بغية فتح الأجواء أمام غارات التحالف الذي سيدخل مشروعه مرحلةً جديدةً، من مراحل السيطرة وذلك بوضع اليد، والقواعد وفق السيناريو الديمقراطي نفسه أيضاً، وبالذريعة نفسها أيضاً، وهي القضاء على "داعش" الذي صنعه الغرب نفسه ودرّبه، وأطلق مرتزقته إلى المنطقة، وليس أدلّ على ذلك مما كشفته وثائقهم التي ذكرنا بعضها سابقاً من أن "داعش" في المغرب العربي ما هو إلا صنيعة "إسرائيل". وترى ماردين أن الجزائر ستقع بين فكّي كماشة التحالف وادّعائه القضاء على "داعش" في ليبيا،. انطلاقاً من الهدف غير المعلن، تحت مظلة القضاء على الإرهاب.. ولاسيما في ضوء ما تتضمنه خطة الانتشار الأميركية في شمال إفريقيا، من حيث التدخل في عدة مناطق في بعض دول المنطقة المهدّدة بالفوضى، بذريعة إجلاء الرعايا الغربيين، والسيطرة على بعض المناطق الحيوية التي يمكنها تهديد سلامة التجارة البحرية الدولية عبر البحر الأبيض المتوسط، حسبما تقول التقارير، واستدلت رئيسة تحرير صحيفة تشرين السورية، بما طلبته فرنسا من مالي بحجة القضاء على "داعش"، لتؤكد أن انتقال المشروع إلى السيطرة على السواحل البحرية، يدخل عمقاً جديداً في مشروع أميركا "الاستراتيجي" وحلفائها، ويؤكد بلغته الحالية، تحت زعم القضاء على "داعش" في شمال إفريقيا، والانتشار فيه حيطةً وحذراً، أن المخطط يسير على نحو أسرع مما هو متوقع، وقد بدأ في تنفيذ أجندته التي لم يخفها التحليل السياسي منذ عام 2011، إذ كانت بريطانياوفرنسا تعدّان لاتفاق مشترك قبل أشهر من اندلاع الأحداث الليبية، في حين كانت أجهزة الاستخبارات الأجنبية وقوات من دول «ناتو» والخليج العربي في داخل الأراضي الليبية، يقومون بالدور نفسهن والهدف حسبها من زعزعة الاستقرار في دول شمال إفريقيا، هو تحقيق المطامع الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط، مشرقها ومغربها، والسيطرة على ثروات المنطقة وعلى منابع النفط فيها خاصة وقالت أنه لا بد من هذا المشروع لتحقيق هذه الأطماع، وأضافت أن مشروع أميركا وحلفائها وأدواتها أخّره الصمود السوري، ولكن استعجال الخطوات التالية جعل التحالف، وبالبدعة نفسها: محاربة "داعش" يتجه نحو شمال إفريقيا الذي ستحاصر فيه الجزائر، من خلال القواعد العسكرية المتوقعة التي ستقام على أراضيها بحجة محاربة «داعش»، ومن خلال مالي المستعمرة الفرنسية والمنصة المقابلة المطلّة عليها. ولفتت ذات المتحدثة بالقول: إن الصحف الفرنسية قد بدأت تضع الرئيس الجزائري وعدم الرضا عنه على صفحاتها المأجورة، بغية الترويج لما قد يحدث مستقبلاً، وتهيئة الرأي العام الغربي بالقول: لماذا الجزائر الآن؟، وختمت مقالها بالقول أن الجزائر التي تملك ثروات خلاقة، لن تتركها الأطماع الاستعمارية الغربية أبداً، ولاسيما أنها جسدت النَفَس العروبي القومي بمواقفها من سوريا، إذ كانت من أولى الدول التي وعت ما يجري على الأراضي السورية من مخططات ستطول دول المنطقة بأكملها، وعلى رأسها سوريا.