شرعت الجزائر في ترحيل الرعايا النيجيريين المقيمين بالجزائر بصفة غير شرعية، حيث انطلقت أول رحلة من الجزائر العاصمة نحو تمنراست بأقصى الجنوب أول محطة للترحيل . وستصل الرحلة التي انطلقت في حدود التاسعة ليلا هذا الخميس إلى تمنراست، برا منتصف نهار اليوم، وتم تخصيص حافلات مريحة و حظي المسافرون بمرافقة أطباء و مختصين نفسيين وتأطير للهلال الأحمر الجزائري إلى غاية مركز الاستقبال بتمنراست، حيث سيتم تحويلهم إلى النيجر بالتنسيق مع سلطات بلدهم، كما استفاد هؤلاء الرعايا من طرود غذائية بعد مغادرة الجزائر في شكل هبة، في حين لن يتم نقل المرضى إلا بعد التكفل بهم وتلقيهم العلاج. و تأتي عملية الترحيل بطلب من حكومة النيجر للجزائر لمساعدتها على ترحيل رعاياها لإنهاء معاناتهم. و كان وزير الدولة ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز قد أكد أن الجزائر تعالج "بطريقة إنسانية" ملف الرعايا النيجريين مشيرا إلى ترحيل نيجريين إلى مدنهم الأصلية طبقا للإجراءات المقررة مع السلطات النيجرية.و قال الوزير إن "أعراف و تقاليد الجزائر لا تسمح لها بترحيل هؤلاء الأشخاص بالقوة" مضيفا أن "أغلبية المهاجرين الأفارقة في الجزائر نيجريين وقد تم الاتفاق على ترحيلهم بطلب من حكومة بلدهم"، و كانت الحكومة النيجرية أوضحت في بيان لها بخصوص رعاياها المتواجدين في وضعية غير شرعية بالجزائر أن "الأمر لا يتعلق بتاتا بعملية طرد" منوهة بتعاون السلطات الجزائرية "الوثيق" في إطار هذه العملية الإنسانية، وأضاف نفس المصدر، أن حكومة النيجر "تعرب عن ارتياحها لتعاون السلطات الجزائرية الوثيق والدعم الملموس الذي تقدمه في إطار هذه العملية الإنسانية لترحيل هؤلاء الرعايا الذين لا يملك أغلبهم بطاقة قنصلية التي تمنحها المصالح القنصلية النيجريةبالجزائر العاصمة و تمنراست"، وذكر المصدر ذاته أن "السنتين الأخيرتين شهدتا توجه العديد من السكان خاصة من النساء والأطفال نحوالجزائر لممارسة التسول بالعديد من المدن المطلة على البحر المتوسط "، مضيفا أن "تنقل هؤلاء السكان يتم في ظروف خطيرة عادة ما تخلف سقوطا في الأرواح البشرية خاصة بسبب العطش". وفي ذات السياق، جرت الأربعاء عملية ترحيل رعيتين نيجيريتين كانتا في وضعية غير قانونية بالجزائر جوا نحو بلدهما الأصلي بعد خضوعهما لعملية جراحية و تكفل الهلال الأحمر الجزائري بهما، و أكدت المرأتان اللتان لم تفصحا عن هويتيهما "لقد حظينا بالاهتمام و العلاج و تم التكفل بنا جيدا و نرغب الآن في العودة إلى ديارنا و حضن عائلتينا" معربتين عن "امتنانهما الكبير للسلطات الجزائرية على مساعدتهما القيمة"، وقد رافق الرعيتين (المغادرتين لنيامي) إلى مطار الجزائر فريق من المتطوعين من الهلال الأحمر الجزائري، و بهذا الخصوص أوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أن المرأتين اللتين كانتا ضحية لحادث مرور قد خضعتا لعملية جراحية و تلقتا كل العلاج الضروري لتحسين حالتهما، و أضافت أن "الرعيتين النيجريتين عبرتا عن رغبتهما في الالتحاق بعائلتيهما بالنيجر و نحن أهديناهما تذكرتي سفر".