أكد الدكتور حميد بورايو أن الشعر الشعبي كان دائما مواكبا للتاريخ، بدليل المدونات التي تعود إلى العهد التركي، مشددا في نفس الوقت على ضرورة إدراج هذا الموروث الشعبي الذي لعب دورا هاما في شحذ الهمم إبان الثورة في الأطوار التعليمية الثلاث. كشف الدكتور بورايو مساء أول أمس على هامش الملتقى الوطني الرابع حول الموروث الشعبي الجزائري بعنوان" الشعر الشعبي الجزائري ودوره في تفعيل المقاومة" من تنظيم دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، أن الشعر الملحون والشعر باللهجات الامازيغية والعربية كان مرافقا دائما لحركية المجتمع الجزائري، حيث سجل أحداث المقاومة في القرن 19 وتطور الحركة الوطنية ، وعبر عن مرحلة الثورة أحسن تعبير، كما ساهم في حث الناس على المقاومة، بدليل ما وصلنا من مدونات وثائق تعود حتى العهد التركي، مشيرا بأن"مؤرخي المجتمع الجزائري في بعض الفترات كانوا يعتمدون أساسا على الشعر الشعبي، وهناك وقائع لم تجد لها مدونات ولا وثائق كانت هناك إشارة إلى قصائد معينة "، مؤكدا أيضا على أن "البحث العلمي كان موجودا أيضا على شكل توثيق أحيانا في العهد الاستعماري من الفرنسيين أو تلاميذ المدارس الفرنسية من الجزائريين"، ودعا في هذا الإطار الجهات المعنية إلى إدراجه في البرامج الدراسية في الأطوار الثلاث، وفي النشاط الفني، قال المتحدث: " لم يبق الاهتمام به حتى في الجامعات، أين صنف في إطار الاهتمام بالأدب بصفة عامة، وفي النظام الجديد ل م د قدمت مشاريع باختصاصات دقيقة تم الاستغناء عن العناية بالأدب الشعبي"، و في هذا الشأن شدد على ضرورة تكوين جمعية ثقافية تؤطر الحركة الشعرية والبحث العلمي في مجال الثقافة الشعبية، وتنسق بين الهيئات الرسمية المعنية بمسألة التراث الشعبي سواء مدنية أو رسمية أو أفراد، للمساهمة في حفظ التراث الشعبي وتوثيقه وتسجيله، مضيفا في هذا الصدد:"محتاجين إلى عمل أكثر لأن المجتمع يتغير وهذه الأشياء باتت مهددة بالزوال، العمل على حفظها أولا من أجل استخدامها في الممارسات الثقافية الجزائرية المستقبلية، ولنصنع مستقبل الأجيال"، كما حث بورايو على ضرورة إنشاء مركز خاص بأرشيف التراث الشفوي، ويكون عنده الإمكانيات المادية على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن تدوين التراث الشفهي بحاجة أيضا إلى عمل وطني شامل وتكاثف كل الجهود.