دعا أدباء وباحثون جزائريون، اول امس ببومرداس، إلى ضرورة تثمين والحفاظ على الموروث الشعبي الجزائري بمختلف مكوناته الفكرية وتقديمه للأجيال القادمة في أحسن صوره. وأشار المشاركون في الملتقى الوطني ''رشيد ميموني'' للرواية الجزائرية خلال مناقشة موضوع ''توظيف الموروث الشعبي في الكتابة الروائية الجزائرية''، إلى ضرورة الارتقاء بهذا الموروث في مختلف اللغات التي كتب بواسطتها والعمل على ''الجمع ولم شمل مختلف الأدباء الجزائريين حول هذا المبدأ''. وشدد الدكتور الأديب محمد بورايو في مداخلته على أهمية ''استحضار'' هذا التراث المتميز بتنوعه وضخامته ''لبناء المستقبل'' من خلال استغلال التكنولوجيات الحديثة في المجال والعمل على حفظه ''بصفة دائمة''، خاصة أن مجتمعنا، كما قال، ''يعرف تحولات اجتماعية كبرى ذهب ضحيتها بعض معالم هذا التراث حيث كادت أن تختفي''.كما دعا عدد من المشاركين على غرار الروائي مرزاق بقطاش إلى ضرورة ''توجيه الطلبة للتخصص في هذا الميدان من أجل البحث في كيفية التوظيف الأمثل لهذا التراث الوطني الغني والمتنوع بإعداد أطروحات وأبحاث أكاديمية تتطرق خاصة لدراسة المضمون والنصوص بطرق منهجية علمية حديثة''.وأشارت الوزيرة السابقة والأديبة زهور ونيسي في مداخلتها الافتتاحية لهذا الملتقى إلى أن'' كتاب الرواية الجزائرية باللغات الأجنبية استعملوا اللغة شكلا ومضمونا كأداة لنقل الموروث الشعبي الوطني بهدف التعبير والدفاع وطرح القضايا المصيرية للشعب الجزائري إبان الاحتلال وبعده''.ومن جانبه أبرز الأديب عبد الحميد بورايو في محاضرته حول موضوع ''حضور التراث الشعبي في الكتابة الروائية'' المكتوبة سواء بالعربية أو بالفرنسية بأن التراث الشعبي الجزائري كان دائما ''حاضرا في مختلف الكتابات بداية من سنوات الأربعينيات من القرن الماضي على يد كتاب بارزين، منهم على وجه الخصوص مولود معمري ومولود فرعون ومالك حداد ومحمد ديب وكاتب ياسين''.وتواصل هذا الحضور للتراث الشعبي في مختلف الكتابات ب''استغلاله وإنضاجه بطريقة إيجابية'' -حسب نفس الروائي- إلى غاية سنوات السبعينيات والثمانينيات في كتابات الروائي عبد الحميد بن هدوڤة والطاهر وطار ومرزاق بقطاش وواسيني لعرج وغيرهم. وامتد الاهتمام بهذا الأمر إلى كتابات الروائيين الشباب حاليا كعبد الوهاب بن منصور وحسين علام وغيرهم.