قال الخبير الدستوري والناشط الحقوقي، فوزي أوصديق، بخصوص التقسيم الإداري الجديد لمناطق الصحراء أن "سكان الصحراء قدموا مطالب مشروعة حول جدوى استخراج الغاز الصخري من عدمه، فأعطيت لهم إجابات خاطئة، وقدمت لهم مسكنات من خلال تقسيم 11 ولاية، ولما طالبت ولايات أخرى بنفس المطلب، قيل لهم أنها البداية وسينتهي المشروع في 2017". واعتبر أوصديق، بفوروم جريدة "الوسط"، أن أساس المشكل هو "عدم التقسيم العادل للثروات والمقومات الوطنية، فلما يكون التوزيع عادلا لن نحتاج تقسيما إداريا ولا إلى تفتيتا إداريا". وعن مساعي إنشاء دستور توافقي، قال فوزي أوصديق "أن الدستور التوافقي يتم عن طريق لجنة أو عن طريق إستفتاء وبإشراك جميع الأطراف لا عن طريق المراسلة أو المشاورات الفردية، بل على طاولة تجمع كل الفرقاء والعمل على القواسم المشتركة، وتقديم تنازلات من جميع الأطراف، أم الإنطلاق من مبدأ أنا الحق وغيري باطل فلا يؤدي إلى التوافق"، واصفا الدعوة إلى مشاورات تعديل الدستور ك"دعوتنا إلى عرس توافقي والعروس حامل"، مضيفا أن "التعديل المتكرر للدستور لا يدل على ثراء المشرع بل هو مؤشر على عدم استقرار المؤسسات وعدم الوصول لهوية جامعة موحدة". وحول الإصلاحات القانونية المطروحة للنقاش، كصندوق المرأة المطلقة، أكد أوصديق "انتظرنا أن تكون معالجة شاملة وواسعة من طرف خبراء وأخصائيين، أما قصر الطرح على فئة دون أخرى فهو يعالج أزمة من جهة ويخلق أخرى في نفس الوقت، فيجب إشراك كامل الأطراف المعنية والمتضررة من هذه الحالات ". وأثنى أوصديق على فكرة تنسيقية الإنتقال الديمقراطي التي "استطاعت جمع مختلف التيارات والأفكار"، وحتى الفيس المحل الذي اعتبر إشراكه في الحوار حلا لتفادي ما سبق خاصة وأن "فيس التسعينات ليس فيس 2015". وحول الإسلاموفوبيا في العالم والحوار الإسلامي مع الغرب، قال رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني "للأسف، نتفنن في تشويه صورة الإسلام بدل تسويق صورة مشرقة للإسلام نتيجة غفلة الصالحين والحماس الزائد لدى البعض ما يشكل صورة نمطية خاطئة عن الإسلام"، داعيا إلى "الإنطلاق من أساس القواسم المشتركة في الحوار مع الغرب،فما يجمع أكثر مما يفرق، وهذا لا يعني الذوبان في الغرب". وحول أحداث شارلي إيبدو، أكد أوصديق أن "الإسلام يدافع عن حرية التعبير ويضمنها، ففي وثيقة سقيفة بني ساعدة بين المسلمين والمشركين 42 بندا منها 22 مادة لحماية غير المسلمين، غير أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر"، مشددا على أن "منفذي هجوم شارلي إيبدو هم نتاج منظومة اجتماعية خلقتها فرنسا عن طريق التهميش".