قال وزير الداخلية والجماعات المحلية دح ولد قابلية، في تصريح لوسائل الإعلام على هامش جلسة المساءلة العلنية الشفوية بمجلس الأمة، أن تغييرات واسعة مرتبطة بالاستمارات الخاصة بجوازات السفر والتي عرفت عدة احتجاجات قد تم إحداثها وستستمر عملية التغييرات المتصلة بجوازات السفر البيومترية، وحسب ولد قابلية فإن الأسئلة المحرجة المدرجة في الاستمارات قد تم سحبها .وأقرّ وزير الداخيلة بأن الأسئلة المحرجة أثارت تذمر مختلف فئات المجتمع، وأن أغلب المواطنين لا يستطيعون الإجابة عنها لعدة أسباب ترتبط بعدم تذكرهم لبعض من تعرفوا عليهم خلال أطوار الدراسة أو الخدمة الوطنية. وفي هذا السياق، قال المسؤول الأول عن قطاع الداخلية أنه تبعا لاحتجاجات جاءت في الاستمارات، تقرّر التخلي عن بعض الاسئلة التي كانت تهدف إلى إجبار صاحب جواز السفر بذكر أسماء أشخاص درسوا إلى جانبه أو كانوا زملاءه سواء أثناء الخدمة الوطنية أو المهنية، فيما تم تخفيض الوثائق المطلوبة من 12 وثيقة إلى خمسة فقط لتخفيف العبء على الجزائريين. وزير الداخلية تحدّث مطولا في أول تصريح له منذ أن تمّ تعيينه على رأس الوزارة خلفا لنور الدين يزيد زرهوني، على أولوياته على رأس وزارة الداخلية والتي ترتبط بالاستمرارية في العمل الأمني، ومراقبة التحركات الدولية المشبوهة لقوى دولية تقليدية، وأخرى جديدة تسعى إلى السيطرة على ثروات دول الساحل الصحراوي والتدخل في شؤونها الداخلية، وكشف عن إعادة النظر قبل نهاية العام الجاري في قانون منتسبي الشرطة والحماية المدنية، وعمال الاتصالات والحرس البلدي وموظفي البلديات، وتضمّنت محاور الوزير ولد قابلية تغييرات عدة مرتقبة ستطال أجهزة وتشريعات داخلية دون إغفال مراقبة الوضع المتعفن على حد وصفه في الساحل الصحراوي. وفي هذا الإطار، اتهم وزير الداخلية قوى دولية تقليدية وأخرى جديدة تتنافس في المنطقة للاستحواذ على خيرات دول الساحل السالف الذكر ولأغراض جي استراتيجية بعيدة المدى، وفي هذا السياق، فإنه من المؤكد أن الوضع المتردي في الساحل الصحراوي وخاصة في شقه الأمني يعتبر تهديدا للجزائر استنادا لولد قابلية، الذي جدّد تأكيده على أن الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي أ متفرجة أمام انزلاق الوضع المذكور، الذي اعتبر محور الخطر الذي يتهدد استقرار وأمن بلدنا، هي العصابات الارهابية التي تلجأ إلى خطف الأجانب مقابل الحصول على فدية أو تمارس ضغوط أخرى، أضف إلى ذلك المتاجرة بالمخدرات والسلاح. وقال دحو ولد قابلية إن الجزائر وضعت ثلاثة محاور تشتغل عليها فيما يتعلق بالساحل الصحراوي، وهي محاربة الإرهاب المنظم، تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي مع دول الساحل وتدعيم الروابط الثقافية، مذكرا بأن الجزائر لديها باع طويل في مجال مكافحة الإرهاب خاصة بعد أن حصلت على تأييد دولي بتجريم دفع الفدية. وفي سياق منفصل، قال وزير الداخلية أن الحكومة لم ترفض مشروع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، الموجه لتمويل مشاريع مرتبطة بحماية البيئة بولاية تيزي وزو، وأوضح ولد قابلية أن البرنامج المشار إليه يريد تقييد الجزائر بعدة شروط، ونحن نرفضها جملة وتفصيلا، مستغربا الاحتجاجات التي تؤطرها جهات معينة، وإن لم يشر صراحة للجهات المؤطرة للاحتجاجات المتعلقة بالهبة الكندية عبر برنامج الأممالمتحدة الانمائي، إلا أنه لمّح إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يتزعمه سعيد سعدي، خاصة وان مناضليه اعتصموا أمام مقر ولاية تيزي وز مؤخرا، متهمين وزارة الخارجية برفض الإفراج عن الإعانة المقدرة ب 15 مليون دولار. وبخصوص تصريحات فرحات مهني المغني القبائلي الأخيرة، بشأن تشكيل حكومة مؤقته لمنطقة القبائل، اعتبر دحو ولد قابلية أن هذه التصريحات جاءت من خارج الجزائر ، قائلا أن الذين كانوا يدعمون مهني من قبل، قد انصرفوا عنه ولم يعودوا يؤمنون بأطروحاته وأقواله، مشيرا إلى صعوبة اعتقاله وهو خارج الوطن، معتبرا بأن القضية المتابع بها فرحات مهني أمام القضاء الجزائري سياسية وليست جنائية، مما يُصعّب اعتقاله إلا في حال دخوله الجزائر.