تبادر مؤسسة فنون وثقافة سهرة الجمعة المقبل، بقاعة إبن خلدون وسط العاصمة، إلى تنظيم تكريم خاص على شرف وكيل ضريح سيدي أمحمد، وعميد الأغنية الأندلسية المرحوم "الشيخ محمد لكحل"، اعترافا بإسهاماته في ترقية الموسيقى الأندلسية وتقديرا لمسيرته الفنية. ومن المنتظر أن يستمتع الجمهور العاصمي إلى مجموعة من قصائد المرحوم، والتي سيتم إزالة الغبار عنها لأول مرة على يد جمعيتين عريقتين في الفن الأندلسي، هما، "جمعية الفنون الجميلة" و"جمعية الجنادية" اللتان ستبدعان في أداء أجود ما جادت به قريحة "الشيخ محمد لكحل" في الزمن الجميل وهذا بداية من الساعة الخامسة مساء ̋، ويندرج هذا التكريم الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، ليضاف لسلسلة التكريمات التي دأبت المؤسسة على تخصيصها لرد الاعتبار لفنانين أسهموا في إثراء الثقافة الجزائرية الأصيلة. للعلم فإن الأكحل بن عبد الرحمان بن حسان باش قصاد ووكيل ضريح سيدي أمحمد ببلكور الجزائر العاصمة من 1892 إلى 1967. ولد محمد الأكحل بقصبة الجزائر في التاسع عشر أفريل ألف وثمانمائة واثنين وتسعين، تميزت حياته بشغفه وتعلقه بدينه الإسلام والموسيقى الأندلسية، لاسيما قصائد المديح والثناء، كما كان يهوى آلة الكويترة والكمنجة، تميزت مسيرته المهنية بمحطات كثيرة، ولطالما عدّ محمد الأكحل ضمن زمرة مفكري الإسلام ومشايخه الذين عاصروه من أمثال، المفتي بوقندورة، الأستاذ بن قبطان، الأستاذ بن تفاحي، المفتي بابا عمر، الشيخ محمد بكير خوجة الكامل. كان محي الدين باش طرزي يقول عنه إنه "كان آخر أقطاب الموسيقى الأندلسية في القرن العشرين. يذكر أنه في السادس نوفمبر من العام ألفين وثلاثة، وعرفانا بمساهمة الكبيرة في الموسيقى الأندلسية والمديح والغناء الديني، نظمت جمعية الانشراح وبمبادرة من أحد أعضائها بن شاوش ماماد، سهرة موسيقية في قصر الثقافة، آنذاك. بصفته باش قصاد، عرف محمد الاكحل كيف يحافظ وينشر أشعاره وهوما مكن العديد من مغني الصنعة والحوزي والعروبي والمديح والشعبي من أن يضعوا موسيقا لأشعاره على شاكلة: دحمان بن عاشور، أحمد سري، الحاج مريزق، الحاج محمد العنقة ومحمد خزناجي كما كان يقوم كل سنة بتنظيم المولوديات بمناسبة المولد النبوي بسيدي عبدالرحمان والجامع الكبير وسيدي امحمد وفي أماكن عبادة أخرى بالعاصمة بصحبة أكبر مغني الموسيقى الأندلسية وهواتها. توفي محمد الاكحل بن عبد الرحمان بن حسان بتاريخ السادس عشر نوفمبر ألف وتسعمائة وسبعة وستين، مخلفا وراءه إرثا كبيرا مشكلا من عديد القصائد التي كتبها.