أحييت جمعيتا "قرطبة" و"عنادل الجزائر" أولى سهرات ليالي المديح، أوّل أمس بقاعة "ابن خلدون" التي تنظّمها مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي" بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لتشريف رجال الإفتاء والباش قصادين نظير ما قاموا به لحماية قصائد المديح من طمس الاحتلال الفرنسي عبر النوبة الأندلسية. أكّدت وهيبة دالي رئيسة مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي"، أنّ مفتي الجزائر والباش قصادين والجوادين لهم فضل كبير في بقاء الرصيد الشعري في نوع المديح، من خلال نقله إلى الزوايا حفاظا عليه من أن تطاله يد المحتل التي وصلت إلى كلّ جانب من جوانب حياة الجزائريين الإجتماعية والثقافية والسياسية، فكان هؤلاء ينشدونها تعويضا للنوبة الأندلسية المهددة وقتئذ. وقالت وهيبة دالي أنّ التظاهرة تكرّم رجال الإفتاء والباش قصادين من أمثال سيدي عمار وسيدي بن علي وسيدي مرزوق، وتابعت تقول بأنّ الأخوين فخارجي واصلا في هذا المنوال وواصل الشيخ سري من بعدهم، حيث نراه في ليلة السابع والعشرين أو ليلة المولد النبوي في زاوية عبد الرحمان الثعالبي يجوّد القصائد الدينية. وكشفت حفيدة الشيخ عبد الكريم دالي عن أنّ الهدف من تنظيم هذه الليالي، هو تعريف الجمهور بطبع المديح في الأغنية الأندلسية، وذكرت أنّ ثلة من الجمعيات تشارك في هذه التظاهرة الأولى من نوعها وهي جمعية "ابن باجة" من مستغانم، "الغرناطية" من القليعة، جمعية "الفن الأصيل" من القليعة كذلك، وجمعية الفنون الجميلة من الجزائر العاصمة، كما توقع المطربة ايمان سهير حضورها مع جوق عبد الكريم دالي. وألقى عبد القادر بن دعماش أمس محاضرة حول الموشّحات والأزجال، كما تطرّق إلى طبع المدائح الدينية، لتعميم المعرفة في أوساط الجماهير المولعة بالفن الأندلسي والأغنية الجزائرية الكلاسيكية. واستهل الحفل بتقديم جمعية "قرطبة" لقصيدة دينية من طبع "رصد الديل" للعلامة سيدي بن علي، وأدت الفرقة أشعارا تتغنى بالرسول الكريم "مولاي محمد" في الانقلاب، ثم مصدر "مرحبا بمولد نبينا"، ثم بطايحي "منور الحنادس مكسر لكنائس"، تلاه درج "ألقي أذنك"، فانصراف "المصطفى"، ثم دليدلة "يا محمد يا رسول الله" وٌختتمت النوبة بخلاص "يا قوم صلوا على حبيبي". وصعدت جمعية "عنادل الجزائر" المنصة لتقديم الجزء الثاني من السهرة، واختارت نوبة "سيكا" لإمتاع الجمهور في مواضيع مناجاة الخالق ومدح خير الأنام، بداية بانقلاب سيكا "أنا الذي بيا"، ثم مصدر "يا ناس ما تذهلوني"، فدرج "يا ربي إني مذنب"، ثم قدمت إنصرافين "بالله يا الإخوان" و"من شوقي لخير الورى" وختمت برنامجها الموسيقي بخلاصين؛ الأوّل خلاص حسين "يا خير الأنام" والثاني خلاص سيكا "طلع النهار".