رفع المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ستاره عن الطبعة العاشرة، وارتفع فيها معدل الفرجة إلى 16 عرضا داخل المنافسة، إضافة إلى عروض خارج المنافسة مرفقة بقائمة التكريمات، الخاصة بفنانين قدموا الكثير للركح الجزائري. وبدأت فعاليات المهرجان، سهرة الأحد في جو احتفالي، بحضور مدير المسرح الوطني والأمين العام لوزارة الثقافة، الذي مثل وزير الثقافة الجديد عز الدين ميهوبي، وبحضور عدد كبير من رجال المسرح والفاعلين في الثقافة، والصحفيين. وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، عبّر مدير المسرح الوطني عن ارتياحه للتحضيرات التي سبقت المهرجان، وقال إن المحافظة ترغب في أن تكون هذه الطبعة، متميزة بفضل الجهود والمساعي التي لطالما جعلت من المهرجان فضاء يلتقي من خلاله عاشقو الفن الرابع، وهذه المهرجانات ما هي إلا تكريم للسابقين والراحلين الذين قدموا الكثير لفن الركح، وهو العمل الذي تسعى المحافظة إلى إرسائه. من جهته، أوضح الأمين العام لوزارة الثقافة اسماعيل أولبصير، أن وزير الثقافة الجديد عز الدين ميهوبي، يبدي حرصا شديدا على الإنجازات الثقافية وهو حرص يهم الفنان الذي يعتبر سفيرا لبلاده. وكما جرت العادة، تعتمد المراسم الرسمية للمهرجان على تكريم وجوه قدمت الكثير، وسيعود التكريم خلال هذه الطبعة لاثنين غادرونا هذه السنة، ويتعلق الأمر بالممثلة الراحلة فتيحة بربار وهي فنانة بامتياز ، غنّت مع فضيلة دزيرية ومريم فكاي، خاضت تجربة المسرح، التلفزيون، والسينما، واشتهرت في فيلم "عايلة كي الناس"، وآخر ما قدمته على الركح كان عرض "البوقالة" سنة 2007. وقد تقدم زوجها لاستلام درع المهرجان. والتكريم الثاني، كان لروح الراحل سيدعلي كويرات، الذي اكتشفه مصطفي كاتب وهو مراهق، كان يهوى البحر، بدأ مسيرته الفنية من الركح، تعامل مع كبار الفنانين، ثم انتقل إلى السينما، وكسب حب الجمهور، وقد تسلمت زوجته درع المهرجان من قبل إدارة المحافَظة. وافتتحت سلسلة العروض بعرض "مسار الذاكرة" من إعداد وتصميم عمر فطموش، وقد تمّ بالتعاون مع المسرح الوطني ومُحافظة المهرجان وبالتنسيق مع الأوركسترا السمفونية الوطنية بقيادة المايستروأمين قويدر، غير أن الحضور لم يروا الأوركسترا التي اعتمدوا لها مكاناً في الأسفل ما أنقص من بهاء العرض. ومن المنتظر أن يتنافس 16 عملا وطنيا على مختلف جوائز المهرجان، وستعرض بمعدل حصتين يوميا بالمسرح الوطني. وبالموازاة مع العروض المسرحية، خصص يوم دراسي للدكتور والباحث صالح لمباركية، الذي رحل شهر أفريل المنصرم، بمداخلات لمن عرفوه خاصة أقاربه، وكذا معرض للصور عن الراحل وهو متعلق بسيرته، كما ينظم ملتقى علمي يومي 27 و28 ماي الجاري في قاعة المؤتمرات بفندق السفير حول موضوع "التأثيرات الشرقية والغربية في المسرح الجزائري" بمشاركة عديد الأساتذة والمختصين، بالإضافة إلى تكريم خاص، سيرفع إلى روح عز الدين مجّوبي تحت شعار "عز الدين مجّوبي.. ملك الركح"، وسيعرض بالمناسبة فيلم وثائقي عن حياته.