تقوم شركتا سياحة بريطانيتان، بإعادة آلاف السائحين من تونس منذ أمس، بعد يوم من قتل 39 شخصا وهم يسترخون على الشاطئ في هجوم أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه. وقال رئيس وزراء تونس الحبيب الصيد، إن معظم القتلى بريطانيون فيما أوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أنه من المرجح ارتفاع عدد الضحايا البريطانيين عن العدد المعلن من قبل وهو خمسة قتلى. وهناك ألمان وبلجيكيون بين ضحايا الهجوم الذي وقع يوم الجمعة في فندق إمبريال مرحبا في منتجع سوسة الذي يقع على بعد 140 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة. وقالت شركتا "تومسون" و"فيرست تشويس" للسياحة، المملوكتان للمجموعة السياحية الألمانية "تي. يو.آي) إنهما كان لهما نحو 4600 سائح في أنحاء مختلفة من تونس وقت وقوع الهجوم بينهم كثير ممن قتلوا وأصيبوا، وأرسلت الشركتان عشر طائرات، لإعادة السائحين وقالتا إن ألف سائح أعيدوا بالفعل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية " د.ب.ا" عن آمر مطار النفضية بولاية سوسة محمد وليد بن غشام، قوله، إن نحو ألف سائح انجليزيا غادروا صباح أمس بالفعل سوسة بعد الحادث وتم إجلاؤهم عبر طائرات بريطانية بعد الحادث، كما غادر أيضا 113 هولنديا و24 فرنسيا بحسب المتحدث الإعلامي في مطار النفيضة جلال شوشان. ومع ذلك أفاد مسؤول بمطار النفيضة، بوصول عدد من السياح عقب الحادث ، في مقدمتهم 106 سائح ألماني وأكثر من 70 سائحا انجليزيا عبر مطاري لندن ومانشستر. وقررت الحكومة التونسية دعوة "جيش الاحتياط" لتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحساسة والمواقع التي فيها خطر إرهابي وتكثيف الحملات والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة. وأعلن رئيس الحكومة التونسي وضع مخطط استثنائي لمزيد تأمين المواقع السياحية والأثرية بإشراك أهل المهنة، ونشر وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل وكذلك داخل الفنادق بداية من مطلع جويلية . وتمثل السياحة، أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمائة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية، لكنها تأثرت كثيرا باضطرابات ما بعد الثورة التونسية وبتنامي نشاط المجموعات المسلحة. وبعد اعتداء 18 مارس الماضي الذي طال متحف باردو بالعاصمة تونس، شهد قطاع السياحة التونسي في شهر أبريل تراجعا بنسبة 25.7 بالمائة بالقياس السنوي لعدد السياح وبنسبة 26.3 بالمائة في عائدات السياحة.