قال الوزير الأول عبد المالك سلال، إن الدولة عازمة على اتخاذ إجراءات مناسبة وحازمة لاستئصال جميع أشكال العنف بغرداية، وأوضح أمام ممثلي المجتمع المدني وأعيان الولاية، أن الدولة "ستسهر على تطبيق الإجراءات المتخذة من قبل رئيس الجمهورية" بهدف إرساء الأمن والسلم والتماسك الإجتماعي. وتنقل الوزير الأول إلى غرداية، على رأس وفد هام، بمعية وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، وقائد الدرك الوطني الفريق أحمد بوسطيلة، وذكر بتكليف قائد الناحية العسكرية الرابعة بالإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية، من أجل الحفاظ على أمن الأشخاص والممتلكات عبر الولاية، و قال إن له كل الصلاحيات طبقا لقوانين الجمهورية من أجل إعادة إرساء النظام العام ولو تطلب الأمر إرساء حظر التجول ومنع المظاهرات والتجمعات، وقبل ذلك، كان سلال ترأس اجتماعا تقييميا للوضع مع قائد الناحية العسكرية الرابعة. وقالت مصادر محلية، إن "هدوء حذرا" ميزغرداية، بعد يومين من عنف دام أكثر من يومين أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخص وعشرات الجرحى. توالت ردود الفعل، مستنكرة ومنددة بتداعيات الوضع في غرداية، حيث دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني من وهران، سكان غرداية إلى توحيد الصفوف لإحباط المؤامرة "التي تحاك ضد الجزائر"، و توخي الحذر و التحلي بالمسؤولية، و أعرب عن أسفه للأحداث الأليمة. من جهتها، دعت القيادة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية، إلى ضرورة تبني المسعى السياسي الذي يدمج كل القوى الحية التي تستطيع المساهمة في تهدئة الوضع في غرداية، والبحث عن حل دائم لهذه الأزمة التي أغرقت المنطقة والبلاد كلها في موجة من الحزن والقلق. و حذرت جبهة التغيير من تصنيف أزمة غرداية على أساس مذهبي وحملت السلطة، مسؤولية ما يحدث في غرداية واتهمتها بفقد السيطرة والقدرة على إدارة شؤون المواطنين، وتساءلت عن تدخلها المتأخر بعد سقوط الضحايا. وتأسف رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، للتطورات المأساوية التي تشهدها الولاية، و قال إنه كان من الممكن جدا تجنبها، و تفادي دفع ثمنها الباهظ لو عولجت مسبباتها في حينها، و لو قامت السلطات العمومية بواجباتها في الوقت الذي كانت مطالبة بأدائها كاملة. و دعت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية لكسر دوامة العنف في منطقة غرداية عن طريق نشر الجهود اللازمة لحماية الأشخاص، وطلبت من السلطات الجزائرية أن تحقق على وجه السرعة وبنزاهة في هذه الحوادث. وألقت قوات الأمن القبض على الناشط كامل فخر الدين وسبعة عشرين شخصا آخرين، مساء الخميس بمسجد في غرداية، أثناء صلاة التراويح ، بناء على أمر النائب العام لولاية غرداية ، بتهمة التحريض على العنف ونشر الفتنة والمساس برموز الدولة، عبر فايسبوك ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي، والتدخل عبر مختلف القنوات الإعلامية الأجنبية، لطلب تدويل القضية.