يُجبرُ أرباب العائلات على استعمال سياسة التقشّف على مدار شهر رمضان لتوفير ما يشترون به ملابس العيد لأبنائهم، خاصة ذوي الدخل المحدود، بينما تعرف ملابس الأطفال ارتفاعا جنونيا في الأسعار بكافة محلات مدينة تيزي وزو من شارع عبان رمضان الى المدينة الجديدة. الأسعار المرتفعة للملابس، حديث الزبائن والمارة وذلك لعدم تمكّنهم من تحقيق حلم أبنائها في ارتداء ملابس جديدة كغيرهم من أبناء الأغنياء، في حين يُرجع التجار سبب ارتفاع ملابس الأطفال إلى نوعيتها من جهة وارتفاع مصاريف المحل من جهة أخرى. خلال جولة قادتنا إلى بعض محلات عاصمة جرجرة، لاحظنا أنّ ملابس الأطفال الأكثر غلاءً مقارنة بملابس الكبار، حيث يتراوح سعر الأحذية بين 2500 إلى 5000 دينار فما فوق، حسب نوعية وجودة الحذاء، في حين وصل سعر فساتين الفتيات 6000 دينار وسراويل الجينز بين 2500 دينار و4000 دينار، طقم ملابس الرضّع والأطفال الذي لا يتجاوزون سن الأربع سنوات 4000 دينار. من جهة أخرى، يجد العديد من الأولياء أنفسهم أمام واقع شراء ملابس العيد رغم غلائها الفاحش، مرغمين لا مخيّرين، أين تجدهم متخوّفين من انتقال الأمراض التي قد تنجم عن ملابس الشيفون أو الملابس الصينية الصنع، كتلك التي تعرض على الأرصفة، وقالت إحدى الزبونات "أنا لا أستطيع شراء ملابس لابني الرضيع من عند التجار الذين يعرضون سلعهم على الأرصفة أو ملابس «الشيفون»، كون العديد من الأمراض تنتقل عن طريقها، مضيفة: رغم غلاء ملابس الأطفال، إلاّ أنني أقتنيها من عند محلات مخصّصة وتكون من جودة عالية". من جهة اخرى تعرف أسواق الملابس المستعملة والملابس المعروضة على الأرصفة إقبال الكثير من العائلات الفقيرة من أجل شراء كسوة العيد لأبنائهم، نظرا لأنّها تتميز بانخفاض أسعارها، فحسب ما قاله لنا مقران فإنّه جاء لشراء ملابس جديدة لأولاده الثلاثة، ولم يستطع اقتنائها من المحلات بسبب ارتفاع الأسعار هناك، الأمر الذي جعله يتوجّه بهم نحو الطاولات التي تعرض سلع صينية أو تركية بأسعار يمكن للزبون أن يشتري بها لجميع أبنائه، خاصة إن كان لديه ثلاثة أبناء أو أكثر. أما محند امغار الذي وجدناه رفقة زوجته، فقد أكّد لنا أنه كان يقتني ملابس العيد من المحلات المتواجدة بشوارع مدينة تيزي وزو، إلا أنّه اضطرّ للمجيء إلى الأسواق العشوائية بذراع بن خدة، نظرا لارتفاع الأسعار داخل المحلات، في حين صرّح لنا أحد الزبائن أنه استدان مبلغا من المال من أحد أقاربه لشراء ملابس العيد لأبنائه.