هذه الأيام. حزين جدا لما حدث لوزير الاتصال الجزائري في باريس، ولا أعني هنا حميد قرين الشخص والمواطن الجزائري، فله من المال ما يكفيه لحشد كبار المحامين في العالم للدفاع عن كرامته المهدورة إن لم يجد مانعا في ذلك. أنا حزين جدا، لأن الحادثة الأليمة، أحدثت شرخا كبيرا في مفاهيمي ومعتقداتي بالوطن والوطنية. بعد هذه الحادثة اللعينة، أجدني مجبرا على الاستخفاف كأي ولد عاق بحكايات والدي المجاهد الطيب وهو يراجعني كل مساء فصولا من دروس الوطنية التي تعلمها في مدرسة الثورة. أنا حزين جدا، لأن واقع الحال لا يمت بصلة إلى تلك البطولات التي يرويها لي والدي المجاهد عنه وعن رفاقه الذين حرروا الوطن من فرنسا، عندما كنا شعبا بدون دولة، وعندما جسدنا الدولة المنشودة تحولنا إلى أمة دون نخوة. أنا حزين جدا، لأن وقت العتاب الذي بشر بزواله شاعر الثورة الكبير مفدي زكريا مخاطبا جيش فرنسا الاستعماري، تحول في زمن الاستقلال إلى وقت الخنوع تحت مسميات واهية وحجج لا يصدقها الرضيع قبل الفطيم والمجنون قبل العاقل. أنا حزين جدا، لأن المكر الفرنسي تغلغل فينا، وزمن الثوار ولىّ فلم نعد نجد من نشكو له يتمنا وحالنا المزري.