احتضن قصر الفنون الجميلة "بوزار" في بروكسل، ليلة الإنشاد الصوفي والذكر، بمشاركة مجموعة منشدين من الجزائر وتركيا منهم الفنان التركي أحمد شاهين، الذي قدم معزوفات من التراث الصوفي التركي، مصحوبة بالرقصات الروحية، وبنشوة الدراويش المولوية، وعرضاً للغناء الصوفي لمجموعة "السماع للإنشاد الصوفي" تحت إشراف الشيخ، خالد عدلان بن تونس، القائد الروحي والمنسق العالمي للزاوية "العلاوية" الصوفية. ولقي الحفل، الذي نظم ليلة أول أمس السبت، نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لاستجابته لتعطش الجالية العربية والتركية، المقيمة في بلجيكا لهذا النوع من العروض الفنية الصوفية، التي يتحد فيها الإبداع الفني بالطابع الروحاني. أما الجمهور البلجيكي الحاضر في القاعة، فقد أكد عدد كبير منه أنه اكتشف للمرة الأولى هذا النمط من الإنشاد الصوفي الإسلامي، الذي يتمازج فيه الديني بالفني. وقال الشيخ خالد بن تونس، عقب انتهاء العرض، إن "هدف الزاوية العلاوية هو زرع ثقافة العيش والتعايش معاً، كرسالة تربوية لإرساء السلم والسلام بين أفراد الإنسانية جمعاء، وبين مختلف الجاليات والديانات، ولتقديم الصورة الحقيقة للإسلام، الذي هو دين سلم وسلام وأمن وأمان". وأضاف المتحدث، "نحاول المحافظة على سيرتنا، هذا الكنز الذي ينفع الإنسان باطنياً وظاهرياً في عمله اليومي، وفي اتصاله مع غيره، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، إن المسلم من سلم الناس من يده و لسانه" . ويعد الإنشاد الصوفي، أحد مجالات الإبداع الفني، ونوع من الغناء عرفته الثقافة الشعبية، ارتبط بالمنشدين الدينيين، الذين ينشدون المدائح والابتهالات للتقرب من الله في جو روحاني.