أمتع المنشد التونسي المعروف، أحمد الجلمام، وفرقته الإنشادية الدينية جمهور عاصمة الأوراس، ليلة أول أمس، بأحسن ما نظم في خاتم المرسلين. وكانت السهرة التي احتضنها مسرح باتنة الجهوي في إطار إحياء ليالي شهر رمضان المعظم صوفية بحتة حلقت في عالم الروحانيات عبر ابتهالات وأناشيد أحمد الجلمام الذي سحر الحضور بصوته العذب. وقدم الجلمام في تلك السهرة الأولى التي أحياها بالجزائر مزيجا من الأذكار والصلوات والابتهالات والأناشيد على إيقاع الدفوف ليبدع بصوته المميز وسط اهتمام بالغ للحضور في ”اللهم صل أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك” و«مولاي صل وسلم أبدا” و«اللهم صل على المصطفى” وكذا ”أني ماني فياش”و”مولانا أنت المعبود”. وكان المنشد يهز القاعة من حين لآخر بالابتهال والصلاة على خير الأنام لتكون الخاتمة مسك بالدعاء من خلال ”مولانا يا مولانا يا سامع دعانا” بعد تأديته ل«يا محمد يا جد الحسني اشفع فينا” و«يا بالحسن يا الشاذلي” وسط تصفيقات حارة للجمهور. ولم يخف أغلب الحضور إعجابهم بما قدمته فرقة أحمد الجلمام للإنشاد والمديح والفنون الصوفية من تونس في تلك السهرة الصوفية التي أضفت أجواء روحانية على القاعة، حيث عاشوا نفحات رمضانية لأكثر من ساعة ونصف على وقع الابتهالات وذكر النبي صلى الله عليه وسلم. وصرح المنشد التونسي أحمد الجلمام في ختام الحفلة الإنشادية أنه قدم في تلك السهرة التي تعد الأولى في الجزائر بعد تلك التي قام بها في سنة 2011 إلى سكيكدة للمشاركة في مهرجان الأغنية الصوفية مزيج من الأذكار والأغاني والأناشيد الصوفية المستمدة من التراث التونسي والمغاربي. وأضاف ”أنا أعتمد على ما قاله الأولياء الصالحون وما ورد عنهم وأيضا على ما قاله المتصفون خاصة ابن العربي والغزالي وخاصة البصيري مداح رسول الله”. وما أبهر الحضور في أداء هذا المنشد الذي تحصل على العديد من الجوائز عبر مختلف مهرجانات الإنشاد بالعالم ومنها الصوتيات بماليزيا هو خامة صوته الفريدة والمتميزة التي أعطت مسحة خاصة لأدائه للمديح والأنشودة الدينية بشكل يغطي على أداء الآلات الموسيقية التقليدية التي تصاحب فرقته.