أمتعت فرقة نجوم صارة للقناوي بولاية بشار الحاضرين و محبي السماع الصوفي في مهرجانه الدولي نهاية الأسبوع و هذا من منطلق النشاط الفني الذي تتواصل فعاليته من تنظيم وزارة الثقافة و إشراف منها بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية و تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ،حيث مدحت الرسول (صلى الله عليه و سلم) و ذكرت محاسنه الدنيوية و الأخروية و عللت روحانيته و تدينه بالطبع الغنائي القناوي وقدمت اداء صوفيا مميزا من قبل سبعة أعضاء أفردت وصلاتها بعفوية وأنها شاعت في هذا الطرب من خلاب جمعيتها الثقافية الفولكلورية التي أنشات عام 1994 مما أضفى على سردها للسماع ذوق عجيب اثمره المديح النبوي . و إلى جانبها نشطت فرقة الشيخ محمود عزيز التونسية السهرة الثالثة من عمر المهرجان و الذي قادها الشيخ عبد الرحمن وإقتطفت مقطوعاتها الصوفية من الطرق الستة المشهورة بها كالسلامية المنتسبة لسيدي عبد السلام الأسمر والطيبية العائدة لمولاي الطيب بوزان و القادرية لسيدي عبد القادر الجيلالي و كذا العيساوية لسيدي احمد بن عيسى و الشاذلية للإمام سيدي بلحسن الشاذلي و السريدة من سرد إحتفالية المولد النبوي الشريف على أداء الطريقة البرزنجي المصحوبة بموشحات دينية و شرقية و تونسية، لكن في معظم الأحيان تتبع فرقة الشيخ عزيز طريقة سيدي عبد السلام الأسمر المولود سنة 1476 و المتوفي سنة 1573 بمنطقة بزلطين بالقرب من مدينة طربلس الليبية و قد إستطاعت هذه الفرقة المتكونة سنة 1958 من إبراز نفسها و التألق بصورة جد ملفتة للقيمة الفنية التي يتمتع بها منشديها مما خولها لتمثيل تونس في عديد المناسبات و المهرجانات الدولية على مدى أكثر من خمسين سنة و سبق لذات الفرقة و أن شاركت في ستة خرجات منها مهرجان أوسياك بالنمسا عام 1972 و بإيران سنة 1976 و فرنسا و المغرب في نفس العام و كذلك ألمانيا و سويسرا و هولندا خلال سنة 1981 و المهرجان الدولي الذي اقيم للجاز و الفولكلور بإطاليا سنة 1995 و حاضت مهرجان آخر يتعلق بالبندقية للفن السماعي بفنيزيا و إيطاليا في 1999 . أما الحفل الرابع للسماع الصوفي فقد إجتمعت في إحيائه ثلاثة فرق و المتمثلة في مجموعة أنغام السلام للمغرب بأعضائها الثلاثة عشرة التي إحيت هذه الليلة بالإبتهالات و التهليلات طبقا للسماع الصوفي و إعتمادا على المدائح الدينية التي كانت القاسم المشترك حتى بالنسبة للفرق الأولى التي مرت قبلها عدا أنها لامست آلات موسيقية كالعود و الكمان و إستندت على الدربوكة و الدف و الزق و التي إستعملتها في إحياء الحفلات العائلية و المناسبات الدينية و بإعتبارها نشطت الكثير من الأداءات بالفرقة تعد لإصدار الشريط الثالث و تحضر نفسها لبعث إصدار خاص بأول فيديو كليب و التي ستضاف لما قدمته في مشاركتها ما بين سنوات 2002 و 2004 و فرضت و جودها بمهرجانات إقليمية ووطنية للمديح و السماع في دورته الأولى و نظمت الملتقى الفني للإبداع تحت شعار للأغنية بين الأصالة و الجمال و نشاط فني ثقافي مماثل في طبعته الرابعة لالأغنية و شهدت الفرقة إضافة تعني آلات موسيقية لدعم جمالية الفن الأدائي علما أن بدايتها ظهرت من منطلق تأليف مقطوعات و تلحين الأشعار الدينية و المناسباتية و أشعار تخص قضايا إجتماعية و طنية منها و دولية و ما عرف عنها إصدار أولشريط صوتي بعنوان "خلقتني و عبدت غيرك" و هذا عام 2005 و إطلاق شريط ثاني علني صوتي _توجه الله و غيرها من المشاركات مع جمعيات ثقافية و الإتحاد الطلبة المغاربة و بشتى الجامعات . في حين غنت الفرقة الثانية للأجيال الصاعدة للإنشاد لولاية غرداية التي أحضرت معها خمسة عشرة عضوا أنعشوا قصر الثقافة و جلبت جمهور غفير لصوتها الرخم الذي شاركت به في المؤتمر العالمي لنصرة القدس بمدينة إسطنبول التركية ونفجت الجو الصوفي بعد ولايات من الوطن . من جهتها أطربت فرقة العلا الفنية لسلطنة عمان بتكبيراتها و تهليلاتها و تغنيها لقضايا الإنسان في الحياة و الإنتماء و قد اشرف على الفرقة التي تضم منشدين و مرددين من المستوى العالي منشد الشارقة الفنان الواعد بدر الحارثي و عرفت نشاطات عبر العالم العربي و الدولي . و في اليوم ما قبل الأخير إشتركت كل من فرق الثرات لولاية سطيف و مصعب الصاحي من العراق و فرقة دراويش قونيا التركية و التي تفاعلت فيه الكلمة الطيبة الناتجة عن الطبوع و الموشحات العربية و الأغاني الحلبية و الغناء المغربي والأمدلسي و الأهازيج الصحراوية و ضف لها القصائد الجزائرية و الدبكة الأردنية و الفلسطينية كما إختلطت فيها الأغنية الكلاسيكية و الأكاديمية و كشفت فرقة مصعب على الإرث التي دوما تسعى للحفاظ عليه و أمدت الفرقة التركية في العمل الفني الموحد مشاعر روحية سامية ترتقي بالنفوس إلى المرتبة الصافية و الراقية التي تتخلص من أخرى دنيوية على أنغام الناي و الذي يشبه أنينه بأنين الشخص الحنون و ما نشير إليه أن الفرقة أسسها المتصوف الأكبر جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشرة ميلادي و تشتهر بالرقص الدائري . وتتوق السامعين من مواطني ولاية تلمسان إلى ما تناقلته فرقة شام الصوفية البريطانية في آخر محطة لها بإختتام المهرجان الدولي للسماع الصوفي في طبعته الأولى التي أدت الإنشاد الديني التقليدي و الأصيل مع إقاعات الدف و الصوت الدافئ النقي و كسرت في سياقه حواجز التواصل اللغوي بين العربية و الإنجليزية و الأردية في بساطة الكلمة و عذوبة اللحن و صدق الأداء و للتذكير فقط جالت الفرقة فنيا بأوروبا و أمريكا و آسيا في حفلات من النوع الخيري لفائدة الأطفال و الجالية المسلمة التي تشتاق للطرب الديني و الثناء على الله سبحانه و تعالى و وصف النبي بالمدح الشريف و القرين بطيبة القلب و نقاء النفس.