شرعت العديد من الشخصيات الفرنسية منها المعارضة وتلك التي هي بالحكم، في حملة مسبقة للانتخابات الفرنسية التي لا يزال على موعدها 18 شهرا، واستغلوا في ذلك المهاجرين والمسلمين مطية لتحقيق أغراضهم الانتخابية، حيث مثلت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، أمام العدالة في قضية تحريض على الكراهية ضد المسلمين، ويسير على نفس الخط الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، فيما نزل الرئيس فرانسوا هولاند، في زيارة للأحياء التي تعج بالمسلمين والمهاجرين لرفع شعبيته التي تتهاوي يوما بعد يوم. وقد مثلت أمام القضاء الفرنسي، بليون، زعيمة الجبهة الشعبية، مارين لوبان، في قضية تهجمها على المهاجرين، من خلال تشبيهها المسلمين بالاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما دفع نشطاء وحقوقيين إلى رفع شكوى ضدها، حيث وخلال مثولها أمام القضاء، أنكرت تحريضها على العنصرية ومناهضة المسلمين، واعتبرت أن ما قامت به يندرج في صميم الدفاع عن مبادئ الجمهورية واللائكية، ولم تفصل العدالة في القضية حيث ينتظر مثولها مجددا شهر ديسمبر القادم، امام العدالة. من ناحية أخرى، قام الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بزيارة إلى أحد أهم الأحياء الأكثر شعبية والخاصة بالمهاجرين والجزائريين، بمنطقة سان دوني، خصصها لصالح العمال، باعتباره أحد الأحياء الشعبية التي زكت نيكو لا ساركوزي، ودعمته خلال حملته الرئاسية في 2014. وأكد الرئيس الفرنسي خلال زيارته للحي، أنه لا يوجد فرنسا للأثرياء وفرنسا للمهشمين، وأن جميع الفرنسيين يتساوون في الحقوق والوضعيات، وهو خطاب أراد من خلاله استعطاف المهاجرين وأبناء الجالية، في ظل شعبيته المتهاوية، حيث قوبل خطابه بالرفض من خلال تنظيم السكان المنحدرين من الجزائر والدول المغاربية الأخرى، وكانت حجتهم في ذلك هو استغلاله لأصواتهم خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، دون أن يقوم بتجسيد أي من الوعود التي قطعها من أجل تحسين وضعيتهم ومشاكلهم، علما أن المهاجرين والمسلمين والجزائريين على وجه التحديد، كانوا ضمن الصفوف الأولى التي دعمت فرانسوا هولاند، في سباقه الرئاسي ضد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي. وفي نفس السياق، يتحرك الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، ويستعمل الجزائريين هدفا استراتيجيا للوصول إلى قصر الإليزي، لكن ليس بتقديمه وعودا بإنصافهم وتحقيق مطالبهم، وإنما بالتهجم عليهم في المنابر الإعلامية داخل وخارج فرنسا، وكانت آخر تلك الهجمات هو إعلانه من تونس أنه يتأسف لكون جيران تونس، جزائريين، وهو ما أثار موجة استياء واسعة داخل فرنسا وخارجها على حد سواء، علما أن تصريحات ساركوزي ضد المسلمين تسببت في فقدانه لعدة أصوات في 2014.