أخشى ما نخشاه، أن ينبري أحد "المخلصين جدا" للوطن، من ممثلي الأحزاب المستفيدة من ريع الوضع الحالي، ويصدر بيانا "شديد اللهجة"، يتهم فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبعض المسؤولين في الدوائر الحكومية الألمانية، بالتعامل مع جهات استخباراتية عالمية، للتشويش على الجزائر واستقرارها، فتنشب بذلك أزمة دبلوماسية بين الجزائروألمانيا، نحن في غنى عنها، عملا بالقاعدة التي تقول "اللي فينا يكفينا"! المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي لا يظلم عندها "مهاجرون من ظلم حكامهم"، تكون قد اشتكت للوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، خلال زيارته الأخيرة لألمانيا، بطء سير عملية ترحيل الجزائريين المهاجرين المرفوضة طلباتهم، من الطرف الجزائري، استنادا إلى تقارير حكومية في الموضوع، تقول إن عمل السفارة الجزائرية في ألمانيا بخصوص هذا الموضوع" ضئيل" بمعنى "ثقيل بزاف"، وهو مصطلح دبلوماسي مهذب، يعني في النهاية أن السفارة الجزائرية في ألمانيا، تطبق قاعدة " راقدة وتمونجي". قبل أن تثير المستشارة الألمانية هذه الإشكالية، أثار جزائريون مقيمون في فرنسا – على وجه الخصوص- وفي عواصم غربية كثيرة مسألة السفارات الجزائرية هناك، وتعاملهم الجاف مع الجزائريين من أبناء الجالية، واهتمامهم أكثر بمصالحهم الشخصية ومصالح أبنائهم ونسوانهم على حساب مصلحة الجزائر التي يتقاضون من أجلها مرتبات بالدوفيز، غير أن بعض أشباه السياسيين ممن يعتبرون أنفسهم " مخلصين جدا للوطن"، ومفوضين من طرف الإله للحديث باسم مصلحة الجزائر، انبروا لهم ، وأصدروا بيانات قالوا لهم فيها " راكم تكذبوا" على دبلوماسيينا، فهل يصدرون اليوم بيانات يكذبون فيها أنجيلا ميركل وممثلي دوائرها الحكومية؟!