حذرت مصادر على صلة بملف المهاجرين الجزائريين في الخارج من التصرفات العنصرية والاستفزازية التي باتت الشرطة الفرنسية تمارسها ضد المهاجرين الجزائريين عبر الضواحي الباريسية وفي الشوارع، من أجل دفعهم للرد على هذه الاستفزازات، لتحويلهم إلى العدالة من أجل سحب جنسياتهم أو وثائق الإقامة. واعتبر المصدر في تصريح خص به "الأمة العربية" أن ما تقوم به الشرطة الفرنسية من ممارسات عنصرية ضد الجالية الجزائرية على عدة مستويات، لن يؤدي سوى إلى مضاعفة الكراهية ضد الأجانب، محذرا من التصرفات التي باتت الشرطة الفرنسية تمارسها ضد الجزائريين، بعد إعلان الرئيس ساركوزي سحب الجنسية من الفرنسيين المجنسين الذين يثبت تورطهم في الاعتداء على أفراد الأمن، وأوضح المصدر أن إجراءات ساركوزي ضد المهاجرين بصفة عامة والجزائرية على وجه التحديد أعطت فرصة لبعض عناصر الشرطة بغية التفنن في المعاملة السيئة ضد كل ما " يشتم فيه رائحة جزائرية " حتى على مستوى المطارات، واستغرب المصدر الطريقة التي تعامل بها فرنسا الجاليات التي تعد مصدر تنوع ثقافتها ومصدر اشعاعها الثقافي والحضاري، في الوقت الذي تلتزم الدول الأوربية بتوفير الدعم للمجنسين بجنسياتها بحكم أنهم مواطنون لهم كافة الحقوق والواجبات مع المواطنين الأصليين، وفي السياق ذاته أكد المصدر أن سياسة ساركوزي صارت أكثر عدائية ضد الأجانب هذا ما أدى حسبه إلى خلق معارضين له حتى في أوربا نفسها ولم يعد الأمر يتعلق في هذه المعارضة بلجان حقوق الإنسان فقط بل معارضة حكومات أوربية كما هو الحال لألمانيا التي كذب مكتب المستشارة الألمانية انجيلا ماركل ادعاءات ساركوزي بأنها وافقته في ما يخص طرد الغجر وبعض الجنسيات الأخرى من المانيا حيث أعلنت في بيان لها أن ألمانيا لا تنوي أبدا طرد أي مواطن الماني او مهاجر يقيم بطريقة شرعية، ولا تفكر في ذلك مكذبة الادعاءات التي أراد ساركوزي أن يبر بها فعله العنصري، وطالب المصدر بوقف كافة أشكال الإبتزاز والعنصرية التي شجعها ساركوزي بتهديداته والتي اتخذتها الشرطة الفرنسية سببا لهجومها على المهاجريين الجزائريين من خلال التضييق عليهم ومحاولة الإعتداء عليهم في بعض الأحيان من اجل دفعهم لرد فعل من جانب المهاجرين حتى يقبض عليهم وتم سحب الجنسية منهم، أو وثائق إقامتهم، واعتير المصدر أن سحب الجنسية لن يتم بالصورة البسيطة التي يتصورها البعض ما دام أن الأمر يتعلق بمواطنين فرنسيين حصلوا على الجنسية بطريقة طبيعية، ومن الصعب سحبها منهم إلا اذا حدث تواطؤ من طرف القضاء، وإذا حدث ذلك فإن شعارات فرنسا في ما يخص حقوق الإنسان ستكون مجرد عبارات للتاريخ . وفي الوقت الذي يحاول ساركوزي تطبيق قراراته العنصرية على الجزائريين، يوفد موفدين منه إلى الجزائر من أجل تحسين العلاقات بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي، وهي الخطوة التي لن تقبلها الجزائر بسهولة إذا لم يتم معالجة الكثير من الملفات لهامة بين الطرفين وعلى رأسها العنصرية الممارسة على الجالية الجزائرية في فرنسا.