شكل البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي موضوع الملتقى الوطني الثاني الذي احتضنته دار الثقافة "علي زعموم" بالبويرة، الثلاثاء، وذلك بمشاركة أساتذة وباحثين وأئمة وشيوخ الزوايا وممثلي المجتمع المدني من عديد الولايات. وتميزت فعاليات هذه التظاهرة الدينية المنظمة بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وتحت الرعاية السامية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف ووالي الولاية بإلقاء كلمة افتتاحية من طرف ممثل الوزير بالتطرق إلى الأهمية القصوى التي تكتسيها أشغال هذا اللقاء الذي يتناول موضوعا حساسا يبرز مدى البعد الروحي للتراث الأمازيغي وكذا مدى إسهام تلك التقاليد والعادات والموروث الثقافي الأمازيغي عامة في التربية الدينية وتجاوب المجتمع الأمازيغي مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حيث كان المجتمع الأمازيغي الجزائري ركيزة قوية وأساسية في التمسك بالدين وذلك منذ الوهلة الأولى. وبعد إعطاء إشارة افتتاح هذا الملتقى من طرف والي الولاية ناصر معسكري، تناول الكلمة ا لأستاذ معول سعيد، إطار بالوزارة، حيث حاضر مطولا حول خصائص التدين في المجتمع الجزائري مبرزا في هذا السياق مدى تمسك المجتمع الأمازيغي وتراثه الثقافي بالدين الإسلامي. وتواصلت أشغال الملتقى بإلقاء محاضرات أخرى تناولت "نظام تاجماحث" من حيث جذوره الدينية وأبعاده الاجتماعية، ومحاضرة أخرى تحت عنوان "الأمثال الشعبية الأمازيغية وأبعادها الدينية"، فيما ركزت محاضرات أخرى على إسهامات منطقة القبائل في التأليف، ومحاضرة بعنوان"مولود قاسم نايت بلقاسم نموذجا لخدمة القيم الوطنية"،هذا فضلا عن مواضيع أخرى كرست لتناول ترجمة القصص القرأني إلى الأمازيغية وأثره في التبليغ. وعموما رفعت عدة شعارات خلال هذا الملتقى ومن بينها "كل منطقة في الجزائر ضمن فسيفساء حضاري" و"الخصوصية اللغوية والامتزاج الروحي الحضاري .. يدعمان اللحمة الوطنية" وغيرهما.