تمحور لقاء الوزير الأول عبد المالك سلال بنظيره الروسي ديميتري مدفيديف حول قضايا الطاقة، حيث تعتقد الجزائر أنه من الضروري تسوية مسألة أسعار النفط للتخلص من الضغط على الاقتصاد، و تعول على روسيا للعب دورها في حل المشكل، مع اقتراب موعد اجتماع أوبك المقبل شهر جوان بفيينا، خاصة بعد فشل اجتماع الدوحة، كما عكست الزيارة قرار الجزائر بخصوص التحرر نهائيا من المحروقات بتنويع الإقتصاد الوطني و المراهنة على الغاز الصخري. قال الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال المشاورات السياسية، والمباحثات الثنائية التي جمعته بنظيره الروسي بموسكو "إن ضبط أسعار النفط بات ضرورة للتخلص من تأثيرها على الاقتصاد، و نحن بحاجة لتسوية هذه المسألة"، من جانبه رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف قال" نحن مهتمون بأن تكون أسعار النفط الخام مستقرة، وأن تغطي مصاريف شركات النفط، وأن تعطي إمكانية الربح للشركات، وأن يجني الاقتصاد الربح منها"، و خلال اللقاء الذي جرى بمناسبة المنتدى الروسي- الجزائري لرجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، أبرز سلال إرادة و استعداد الجزائر لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائر و موسكو، و أشار إلى عزم الجزائر لتنويع الاقتصاد الوطني، للتحرر نهائيا من المحروقات، حيث تتوفر الجزائر على طاقات هامة في مجال الفلاحة، و دعا في هذا السياق الطرف الروسي إلى المشاركة في ترقية الشراكة في هذا القطاع، خاصة و أن الجزائر سطرت أولوياتها و هي الفلاحة و الصناعة. و قال الوزير الأول، "بلدنا يتوفر على طاقات هامة كفيلة بتمكينه من تحقيق نتائج اقتصادية"، أما بخصوص التعاون المشترك في قطاعي الزراعة و الصناعة، فأشار سلال، إلى أنه من الممكن أن تصبح الجزائروروسيا شريكين جيدين في مجال الصناعة و الزراعة، لما يتمتع به جنوبالجزائر من تنوع في المحاصيل الزراعية، و قال " لدينا بعض الخطط للشراكة بين المؤسسات الروسية و الجزائرية، لتحفيز التعاون فيما بيننا، وتطوير الشراكة في مجال الزراعة و الصناعة". سلال: موقفنا من الصحراء الغربية صارم عاد الوزير الأول لتجديد موقف الجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية، من خلال توجيه رسالة مباشرة للمغرب و دول الخليج الداعمة لها، و قال من موسكو" موقف الجزائر من الصحراء الغربية صارم"، في تأكيد على أن الجزائر لن تغفر للسعودية موقفها الأخير، و لعل أول رد للجزائر كان زيارة وزير الشؤون المغاربية و الإفريقية و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى سوريا، رغم إدراجها في إطار دبلوماسية الجزائر لتسوية النزاعات، و قال سلال إن الزيارة تندرج في إطار هذا المنطق الرامي إلى التوصل لحلول سياسية للنزاعات التي تفرض نفسها حاليا عبر العالم مضيفا " نحن اليوم مصدرين للسلم بالنظر إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر دون هوادة لتسوية النزاعات"، كما تطرق الوزير الأول لحجم الصداقة التي ميزت دائما العلاقات الجزائرية - الروسية، الأمر بالنسبة للجزائر يتعلق بمبدأ لن تتراجع عليه، و أكد الجزائر و روسيا المتفاهمتان سياسيا مدعوتان اليوم إلى التقدم بشراكاتهما في المجال الاقتصادي. توقيع اتفاقيات ثنائية في مجال الطاقة والإعلام والسكن والصناعة وقعت روسياوالجزائر أمس على عدد من الوثائق الثنائية، على هامش أعمال المنتدى الروسي- الجزائري لرجال الأعمال الذي استضافته موسكو، لتعزيز اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعت بين البلدين عام 2001، و في السياق، وقعت مؤسسة "روس آتوم" الروسية للطاقة، مذكرة تفاهم مع مفوضية الطاقة الذرية الجزائرية للتعاون في مجال الطاقة الذرية للأغراض السلمية، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة تطوير وتسويق التكنولوجيات الجديدة الروسية، والوكالة الوطنية الجزائرية لتعزيز وتطوير المناطق الصناعية، كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم بين وزارة الإعمار والإسكان الروسية، ووزارة الإعمار والإسكان الجزائرية، إضافة إلى اعتماد برنامج للتعاون الثقافي المشترك بين البلدين خلال السنوات من 2016 إلى 2018، وتم توقيع اتفاقية تعاون بين المؤسسة الحكومية الفدرالية للإعلام "روسيا سيغودنيا"، ووكالة الأنباء الرسمية الجزائرية. وشارك حوالي 200 رجل أعمال جزائري موجود بموسكو حاليا في المنتدى الاقتصادي، وحسب سلال يهم الجزائر إقامة شراكات و بناء جسر يربط بينهما.