ما من مجال عمل تقتحمه المرأة إلا وتثبت جدارتها فيه، وقدرتها على التعامل معه بكفاءة تعادل كفاءة الرجال، هذا إن لم تتفوق على الرجل في كثير من الأحيان.لا سيما المجالات التي تتطلب تركيز وهدوء و من هذه المجالات عالم "الاتصالات " خاصة الجانب التقني منه الذي يعد من أهم التخصصات في وقتنا الراهن فالعمل في المجال التقني لم يحظ بالاهتمام من قبل العنصر النسوي لصعوبته من جهة وللاعتقاد السائد بأنه مجال الرجال من جهة أخرى. لكن اتصالات الجزائر بالمسيلة إحدى المؤسسات التي صنعت الاستثناء بتشجيع العنصر النسوي وتوجيهه لولوج هذا المجال الذي ما فتئنا ينصهرن فيه ويبلينا البلاء الحسن بل ويتفوقن , ويأتي هذا بفضل مناخ العمل التي وفرته مؤسسة " اتصالات الجزائر" لهذه الفئة من تكوين وتشجيع على العمل في هذا المجال التقني بمختلف وظائفه , حتى أصبحت المرأة تنافس الرجل و أثبتت جدارتها فيه، وقدرتها على التعامل معه بكفاءة تعادل كفاءة الرجال. لذا شكّل دخول المرأة هذا المجال خطوة جريئة تستحق إلقاء الضوء عليها، لنعرف كيف استطاعت اقتحام حصون المجال التقني. وكأمثلة على ذلك هذه التجارب من المديرية العملية بالمسيلة. فطرافي الزهرة تلقب بالمرأة الحديدية لصرامتها وتفانيها في العمل ولخوضها العمل في جميع التخصصات من مصالح تقنية و تجارية ومحاسبية وتدرجت في المناصب حتى وصلت الى مركز مديرة لوكالة تجارية تديرها بامتياز في جو اقل مايقال عليه محفز على العمل و التفاني فيه زرعت فيهم روح المنافسة و روح المجموعة فهي قائدة بكل ما تعنيه الكلمة. أما بن تومي نسرين واحدة من الوجوه الشابة التي التحقت بالمؤسسة السنة الماضية فقط متحصله على شهادة عليا منذ تقدمها إلى الامتحان ألتأهيلي للمؤسسة أبانت عن قدرات كبيرة ومعرفة واسعة وجرأة اكبر على العمل في المجال التقني أهلتها على الاندماج سريعا في تخصص استغلال و صيانة الشبكة الهاتفية, وفي وقت قصير أصبحت ملمة بكل تفاصيل وظيفتها. في حين اختارت طالب حسين عتيقةمنذ الوهلة الأولى أن تكون في المركز التقني (الاسم الجديد لمركز التضخم و التراسلات سابقا) وهو مركز محوري تمر عليه كل التبادلات الهاتفية والانترنت وهو مركز يتميز بدقة العمل فيه وحساسيته. فأرادت أن تجسد ما تلقته في الجامعة من دروس نظرية على ارض الواقع فهي متحصله على شهادة جامعية (ماستر في الاتصالات السلكية واللاسلكية الرقمية) ساعدها تكوينها على التأقلم والاندماج سريعا ورغم أنها المرأة الوحيدة في هذا المركز إلا أن هذا الأمر لم يزدها سوى عزيمة وإرادة على إثبات ذاتها وهو ماحصل فعلا وبشهادة زملائها الذين اكدر لنا أنهم لم يشعروا أبدا انه هناك فرق بينها وبين أي احد من الزملاء بل على العكس من ذلك, فذكاؤها جعلها تندمج في المجموعة مع زملائها بطريقة سلسة وأبانت عن قدرات كبيرة مكنتها من كسب ثقة جميع زملائها. هن نساء اقتحمن مجال كان بالأمس القريب إليهن مجرد حلم يصعب تحقيقه والآن أصبح الحلم واقع بفضل ما توفره اتصالات الجزائر من رعاية وتشجيع وتكوين لهذه الفيئة لخوض هذه التجربة ومرافقتهن في أماكن العمل.