دخلت الحرب في اليمن مَرحلةً حاسِمةً بعد إعلان الجيش التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، المَدعوم بالتحالف السعوديّ الإماراتيّ وقُوّات مُقاوِمة تابِعة للجِنرال طارق علي عبد الله صالح، ومِنطَقة الجنوب والساحل، عن إحكامِ سَيطرتِه على مطار مدينة الحديدة الدولي، وباتَ على بُعد سَبعة كيلومِترات من مَركز المدينة. قرار اقتحام مدينة الحديدة وحَشد آلافِ الجُنود لتَحقيق هذا الهَدف جاء بعد تَوجيهِ دولة الإمارات إنذارًا إلى قِيادة "أنصار الله" الحوثيّة بالانسحاب الكامِل من الحديدة قبل مُنتصِف ليل الثلاثاء فجر الأربعاء الماضي، وإلا مُواجِهة هُجومًا كاسِحًا من الأرضِ والجَو والبَحر، وجاءَ هذا التَّهديد ليَنسِف مُفاوضاتٍ أجراها المبعوث الدولي مارتن غريفيث مع الحوثيين كادَت تتوصَّل إلى اتِّفاق بتسليم الميناء لإشراف الاممالمتحدة مُقابِل تسديد المَصرف المركزي لرواتب المُوظَّفين في المَناطِق التي يُسيطِرون عليها مِثلَما قالت مجلة "الإيكونوميست" البِريطانيّة الشَّهيرة في عَددِها الأخير. الهدف الأساسي من هذا الهُجوم الذي كَشفت صحيفة "لوفيغارو" اليوم (السبت) أنّ قُوّات فرنسيّة تُشارِك فيه على الأرض، هو حِرمان الحوثيين من آخر ميناء كبير لهم على الساحل الغربي يَمُر عَبره 70 بالمِئة من وارِدات اليمن، الأمر الذي يُوفِّر لهم عَشرات المَلايين مِن الدُّولارات كفَوائِد رسوم وضَرائِب على البَضائِع والسُّفن شَهريًّا.