وزير الثقافة يغيب عن الطبعة ال11.. افتتاح مرتبكٌ لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

*- عروض ولقاءات وورشات تكوينية وتكريمات عالية
افتتحت فعاليات الدورة ال11 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بقاعة "المغرب" بحضور عدد كبير من صنّاع السينما العربية والجزائرية، في حين غاب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن حفل الافتتاح الذي عرف تكريم الراحلين فاروق بولوفة والفنانة المصرية شادية، وكذا الممثل الكوميدي محمد هنيدي والمخرج خالد يوسف، بالإضافة إلى التعريف بالضيوف والأعمال المشاركة، غير أن تنشيط الحفل الذي تكفل به كل من الممثل حسان كشاش والممثلة سارة لعلامة جعله باهتا ومرتبكا، وإن كان كشاش لامعا وممثلا رائعا.
زينة بن سعيد
وأعطى بالنيابة عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي غاب عن حفل الافتتاح، رئيس الديوان لوزارة الثقافة علي أرجان إشارة انطلاق فعاليات الطبعة ال11 لمهرجان وهران الدولي برعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيستمر إلى غاية 31 جويلية الجاري، مرحبا بالضيوف والجمهور ومعتبرا المهرجان فضاءا متميزا للتبادل بين الفاعلين في الميدان السابع من مخرجين ومنتجين ونقاد وخبراء سينمائيين ومحطة تستهوي نجوم السينما العربية والجزائرية، موجها إليهم التحية على إسهاماتهم في بعث الإنتاج السينمائي وصقل المواهب الشابة وذلك إيمانا منهم بواجب ارتقاء السينما الجزائرية والعربية إلى العالمية.
علي أرجان: الأفلام هي واقعنا والمهرجان محطة مهمة
وثمن أرجان قرار مهرجان وهران المتعلق بإهداء هذه الطبعة إلى المخرج فاروق بلوفة الذي رحل أفريل الماضي وكذلك الفنانة المصرية الراحلة شادية (فاطمة كمال شاكر) التي توفيت في نوفمبر الماضي تكريما لإبداعاتهما وتعزيزا للذاكرة الجماعية، مشيرا إلى أن الجمهور الوهراني سيستمتع على مدار أسبوع بأعمال جديدة من مختلف الفئات حيث تعبر هذه الأفلام عن واقع مجتمعاتنا، فالسينما -يقول- هي مقياس الواقع المعاش بإيجابياته وسلبياته وبوصلة تقينا من مسالك التطرّف والعنف لهذا وضعت هذه الطبعة تحت شعار "السينما والعيش معا" والذي يعتبر تثمينا لمبدأ المصالحة.
وبصفته ممثل وزير الثقافة وباسم الوزير، تقدم أرجان للوالي والمحافظ وكافة هيئة التنظيم والتحضير بشكره وتقديره مجهوداتهم لتوفير إقامة مريحة وتهيئة كل الظروف المادية والبشرية لإنجاح هذه الطبعة من المهرجان الذي أصبح محطة استقطاب لكبار السينمائيين الذين يؤسسون في كل طبعة لكتابة تاريخ المهرجان، وخير دليل -يقول- هو العدد الهائل من الأفلام التي تسلمتها المحافظة من قبل المتنافسين على "الوهر الذهبي"، مثمنا أيضا مهمة أعضاء لجان التحكيم الذين وكلت إليهم مهمة اختيار أحسن الأعمال بكل شفافية معتمدين على مقاييس التقييم بالمهرجانات العالمية، مشيدا بالتكوين لممتهني السينما الشباب من خلال برمجة ورشات يشرف على تأطيرها مختصون من مصر والولايات المتحدة الأمريكية ومن الجزائر، وكذا تنظيم عروض بمناسبة المهرجان بكل من سيدي بلعباس، مستغانم ومعسكر.
وجدد أرجان عزم وزارة الثقافة على مرافقة هذا المهرجان في طبعاته اللاحقة وكل المهرجانات السينمائية الأخرى خدمة للثقافة الوطنية للانفتاح على الإبداع في الوطن العربي والعالم، ومتمنيا للضيوف إقامة طيبة.
ابراهيم صدّيقي: السينما صورة للسلام
وفي كلمته الافتتاحية، قال محافظ المهرجان ابراهيم صدّيقي بالمناسبة، بأنه من الضروري أن تساهم السينما في الترويج لقيم السلام لهذا جاء شعار الطبعة ال11 "العيش معا في سلام" كتأكيد حتى أنه نال رضى جميع الفنانين المشاركين في الحفل، وتجسيدا للائحة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر 2017، تم في 16 ماي الماضي الإعلان عن ولاية الجزائر "عاصمة العيش معا في سلام"، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي "العيش معا في سلام"، كما كانت اللائحة باقتراح من الجزائر من أجل ترسيخ ثقافة السلم والتعايش كحل سلمي لفض النزاعات.
وتابع صدّيقي، أن وهران قد استقبلت هذه السنة 38 فيلما للتنافس في المسابقة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وندوات وعروض خارج المسابقة، وكذا التفاتات لمن أعطوا للسينما وفعلوا المستحيل من أجلها ولم يبخلوا بحياتهم في سبيل إنجاحها حيث قدموا الكثير لرقيها، مضيفا أن وهران هي موعد الجميع مع الجمهور الذي وصفه ب"الرائع" الذي سيكون متواجدا بقوة في قاعات السينما طيلة أيام هذا المهرجان.
ومن جهته ذهب والي ولاية وهران مولود شريفي، إلى أنه من المهم جدا أن نساهم في نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك بين الجميع، والمهرجان فرصة لتجسيد ذلك.
تقلا شمعون: تجربتي مع الجزائر عالية وثمينة
وقالت الممثلة والمنتجة اللبنانية تقلا شمعون وهي رئيسة لجنة تحكيم الفيلم القصير، أنها الزيارة الثانية للجزائر بعد زيارتها الأولى التي كانت في 2015 حيث شاركت كضيفة شرف، ثم جمعها مشروع بتقنيين من المغرب العربي استفادت من خبراتهم في تصوير الأفلام الوثائقية التاريخية والفيلم يشارك حاليا بمهرجانات عالمية وقد حصد جائزتان عالميتان، مضيفة أن الفن بالمغرب العربي ذو مستوى عالمي، معربة عن سعادتها بتواجدها هذه السنة بالجزائر التي تمنت أن تبقى دائما في استقبال الفن والثقافات.
كندة حنا: السنة القادمة سأكون ممثلة بالمهرجان
وفي الكلمة التي أحيلت إليها ترحمت الممثلة السورية كندة حنا على ال180 شهيد بالسويداء بسوريا إثر هجوم إرهابي، مشيدة بتواجدها مع نجوم كبار من كتّاب وممثلين ومنتجين وكذلك مخرجين، مؤكدة على تواجدها السنة القادمة كممثلة بالمهرجان من خلال فيلم للمخرج السوري باسل الخطيب، مشيرة أن ما سمعته عن وهران جعلها تتشوق للإستمتاع بأماكنها الساحرة، معتبرة الجزائر بلدا ثانيا فهو استضاف السوريين خلال الحرب متمنية أن يتكلل هذا المهرجان بالنجاح.
شكران مرتجى: سنتشارك في عدد الشهداء
أما الممثلة السورية المتألقة شكران مرتجى فترحمت هي الأخرى على ضحايا السويداء، مضيفة بقولها "نحن مشتركون مع الجزائر بحب سوريا وفلسطين وقد نتشارك في لقب المليون ونصف شهيد"، متمنية أن يكون الحاضرون بمهرجان دمشق السينمائي الذي سيقام السنة المقبلة وعودة الحياة إلى سوريا.
الطويلان الجزائريان "لم نكن أبطالا" و"إلى آخر الزمان"
ومن بين الأفلام العشرة المتنافسة في مسابقة الفيلم الطويل فيلمان يمثلان الجزائر وهما "لم نكن أبطالا" للمخرج نصر الدين حنيفي و"إلى آخر الزمان" للمخرجة ياسمين شويخ. كما تم اختيار ثمانية أفلام من مختلف الدول العربية هي "كيليكيس... دوار البوم" للمخرج المغربي عز العرب العلوي لمحرازي، و"رجل وثلاثة أيام" للمخرج السوري جود سعيدي و"فوتوكوبي" للمخرج المصري تامر عشري، و"تونس بالليل" للمخرج التونسي إلياس بكاري و"عاشق عموري" للمخرج الإماراتي عامر سالمين المري، و"اللاحلة" للمخرج العراقي محمد الدراجي، و"نور" للمخرج اللبناني خليل زعرور وأخيرا فيلم "واجب" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، فيما برمج فيلم "كارما" للمخرج المصري خالد يوسف لافتتاح المهرجان وفي الاختتام فيلم "عرفان" للمخرج الجزائري سليم حمدي.
رؤساء اللجان: علواش وشمعون وصدوم
وقد تم اختيار المخرج الجزائري مرزاق علواش لرئاسة لجنة الأفلام الطويلة والسينمائية، واللبنانية تقلا شمعون كرئيسة للجنة الأفلام القصيرة والمخرج والكاتب العراقي قاسم حول صدوم لرئاسة لجنة الأفلام الوثائقية.
14 فيلما قصيرا وحضور وثائقي جزائري قوي
ومن بين 14 فيلما قصيرا، فيلمان جزائريان هما "الورقة البيضاء" لمحمد نجيب العمراوي و"حقول المعركة" لأنور سماعين والأفلام الأخرى من مصر وسوريا والبحرين والعراق والسعودية وليبيا ولبنان وفلسطين. ويسجل الفيلم الوثائقي حضورا جزائريا قويا، حيث تشارك بخمسة أفلام هي "على أثار المحتشدات" لسعيد عولمي و"معركة الجزائر... فيلم في التاريخ" لمالك بن سماعيل، و"ذكرى في المنفى" لمختار كربوعة، و"كباش ورجال" لكريم صياد و"قصة فيلم معركة الجزائر" لسليم عقار.
تكريم الراحلان بلوفة وشادية والممثل هنيدي
وتم تكريم نجمة السينما المصرية الراحلة شادية والمخرج الجزائري صاحب رائعة "نهلة" فاروق بولوفة الذي رحل أفريل الماضي، والممثل محمد هنيدي والمخرج خالد يوسف، و"شادية" واسمها الحقيقي فاطمة كامل شاكر (1931/2017) أدت أكثر من 110 فيلم روائي طويل ومسلسلات تلفزيونية بالإضافة إلى تسجيلها لعديد الأغاني، وتميزت أيقونة الفن العربي السابع بأدوارها السينمائية على غرار دورها في فيلم "معبودة الجماهير" والتي أدت أغاني مع المطرب الكبير عبد الحليم حافظ. ويعتبر الراحل بلوفة الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض في فرنسا بتاريخ 9 أفريل الماضي مؤلف الفيلم الكلاسيكي الجزائري والعربي "نهلة" الذي أنتجه التلفزيون الجزائري في عام 1979.
وعبر محمد هنيدي عقب تكريمه عن سعادته بالقدوم إلى الجزائر التي وصفها بالبلد الكريم الذي يأتيه للمرة الأولى، معتبرا الأمر فرصة جميلة وبركة في حياته لكونه يكرّم في بلد الشهداء وفي مهرجان وهران، شاكرا إدارة المهرجان على التكريم.
تنظيم ورشات لممتهني السينما الشباب
من جانب آخر، سيعرف المهرجان تنظيم ورشات في مختلف مهن السينما من كتابة السيناريو والإخراج والإضاءة وسيشرف عليها مختصون منهم أسماء لامعة في عالم السينما، وسيتم تكوين ما لا يقل عن 100 سينمائي شاب، بالإضافة إلى برنامج من العروض في الولايات المجاورة على غرار مستغانم، معسكر وسيدي بلعباس، حيث ستعرض العديد من الأفلام على غرار "أسوار القلعة السبعة" للمخرج أحمد راشدي بحضور بطل الفيلم حسان كشاش.
ويقام المهرجان هذا العام تحت شعار "العيش معا في سلام" ويتنافس على جوائزه 38 فيلما ضمن ثلاث مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، ومن بين الدول المشاركة تونس والمغرب ومصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن والإمارات والسعودية والبحرين وفلسطين وليبيا.
المصري "كارما" يفتتح الطبعة ال11
واستهل المهرجان عروضه بالفيلم المصري "كارما" الدرامي الفانتازي، وفي خطوط متوازية وبشكل متشابك تتناول الأحداث حياة رجلين، أحدهما مسلم غني يُدعى أدهم تتملكه الطبقية المفرطة، والآخر مسيحي فقير يُدعى وطني يحلم بالثراء والحصول على كنز، تحدث مفارقة في حياتيهما حيث يحتل كل منهما مكان الآخر في إشارة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والتفاوت الطبقي مع طرح السؤال المعتاد من السبب وراء ذلك التفاوت.
الفيلم بطولة عمرو سعد وغادة عبد الرازق وخالد الصاوي وزينة ودلال عبد العزيز وماجد المصري والوجه الجديد سارة التونسي، ومجدي كامل، وإيهاب فهمي، ومصطفى درويش، وحسن حرب، والطفلة بيرلا، ومقدمي البرامج يوسف الحسيني وخالد تليمة، ومن تأليف وإخراج خالد يوسف.
الجزائري "في انتظار السنونوات" فائز الطبعة الماضية
وكانت إدارة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي قد فتحت باب التسجيل لصناع السينما العربية عبر موقعها الرسمي، وأُغلق باب التسجيل للمشاركة في المهرجان في 15 ماي 2018، حيث تم عرض الأفلام على لجنة المشاهدة لاختيار القائمة النهائية للأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتشكلت لجنة المشاهدة من نقاد وصناع السينما الجزائرية.
"مهرجان وهران للفيلم العربي"، موعد سنوي تنظمه وزارة الثقافة الجزائرية، بالتنسيق مع محافظة وهران، تأسس في 2007.
للإشارة فإن الفيلم الجزائري "في انتظار السنونوات" لمخرجه كريم الموسوي قد توج بالجائزة الكبرى لمهرجان "الوهر الذهبي" خلال الطبعة العاشرة (2017).