ذهب الناقد العراقي كاظم السلوم، إلى النقد عندنا يثير المشاكل في حين أنه يعتبر الركيزة الأساسية من أجل أن تستمر الأعمال في تدارك ما يفوتها، مضيفا أن النقد هو المناقشة المنطقية والمنظمة لتيمة الفيلم تفسيرا وتقويما وتحليلا. وأوضح السلوم لدى تنشيطه لورشة النقد السينمائي بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته ال11، بأنه على ضوء التعريف الحقيقي للنقد فإنه يجب على الناقد مناقشة مضمون الفيلم بكل حيادية والاشتغال عليه دون إسقاط الثقافة الشخصية، وكذلك عدم تجميل الفيلم لأنه في كلتا الحالتين يعتبر نقدا هداما، مضيفا أن الناقد يعمل على معرفة إلى أي مدى تم توظيف عناصر اللغة السينمائية في الفيلم فالبصري يحتاج إلى حرفة كبيرة. وتابع السلوم أن الخبر الصحفي غير المقال النقدي، متأسفا من اعتبار خبر يتناول الحديث عن فيلم معين "نقدا"، فالأمران مختلفان، فالناقد يقوم بقراءة معرفية تتجاوز مع اختصاصات مهنية وفكرية من حيث الدقة والموضوعية، فمثلا عليه أن يكون ملما بالعلوم الأخرى فالسينما هي الفن السابع، لذلك يجب أن يكون مطلعا من أجل أن يقرأ الفيلم، السينما تأخذ من مختلف الفنون الأخرى التي يجب على الناقد أن يكون مطلعا عليها على غرار الأدب والفن والروايات بالتالي عليه أن يكون على دراية بفن الرواية ليتمكن من تحديد ما إذا كان المخرج أمينا في نقله لها، لأن تحويل فكرة ما إلى عمل سينمائي سهل بالمقارنة مع تحويل رواية إلى فيلم، ففي الرواية يعتمد على التخيل الذي يكون حسب بيئة القارئ لأنه يعود إلى ثقافته وهنا تأتي الصعوبة، مشيرا إلى الأعمال التي استطاعت كسب الرهان على غرار الفيلم الأمريكي "العطر" حيث استطاع المخرج أن يحقق المعادلة الصورية الحقيقية، وذات الأمر حدث مع أعمال ماركيز التي عرضت في الشاشة وروايات الراحل محفوظ نجيب التي تعرف عليها أغلب الناس من خلال الشاشة، بالتالي يكمن السر في استعمال المادة الأساسية للرواية، ففيها الحوار يكون مكتوبا بينما في الصورة يكون مسموعا والصوت له تأثير كبير وهذا ما يناقشه الناقد. وواصل السلوم حديثه، بأن العملية النقدية تتكامل بالأبعاد الأربعة هي الوصف، التفسير، التقييم والتنظير حول الفلسفة العامة للعمل الفني لغرض زيادة فهم المتلقي، فالوصف يأتي في شكل ملخص مختصر للعمل، والتفسير يتعلق بالدلالات والاشتغالات وما طرحه الفيلم من إشارات، ثم يأتي تقييم العمل من حيث الايجابيات والسلبيات ثم التنظير، ثم أن الفيلم السينمائي يرتكز على ضخ إشارات أولية تتيح للمتلقي أن يفسر الأحداث التي تجري طيلة وقت الفيلم والتي تعد بمثابة المفتاح الحقيقي للإجابة على العديد من التساؤلات التي قد يطرحها المتلقي أو تلك التي طرحها الفيلم ضمن سؤال السينما المهم "ماذا يحدث لو"، مع ضرورة الانتباه لهذه الإشارات عامل مؤثر في التصدي لتحليله. وأكد الناقد ذاته، أن الأفكار موجودة في الشارع كشجار، حرب وغيرها، والشاطر هو من يلتقط المعاني ويحولها إلى فكرة التي تتحول إلى سيناريو ثم عمل مصور، والناقد عليه أن يبحث عن هذه الموهبة في المخرج وإلى أي مدى استطاع هذا الأخير أن يتعامل مع الفكرة بالطريقة التي تجعل الفيلم يصل إلى الشّكل الذي يصل إلى المشاهد.