, رافقت احدى العائلات القادمة من الجزائر العاصمة , التي كانت في جولة لاكتشاف سحر جبال جرجرة الشامخة , اينا اتخذنا الطريق الولائي رقم 128 الرابط بين تيزي وزو , وبوغني ثم الطريق الوطني رقم 33 للولوج إلى المحمية وبحيرة ثامدة اوقلميم الواقعة على مرتفعات جبال جرجرة على علو 1800 مترا عن سطح البحر، بجمال ساحر وطبيعة خلابة تأسر العقول، ما جعل السياح يتوافدون عليها لاكتشاف روعة المكان والتناسق التام لهذا الموقع السياحي الهام الذي يعد تحفة فنية نادرة بين أحضان الطبيعة العذراء أبدع فيها الخالق. هي محسوبة على المحمية الطبيعية للحظيرة الوطنية لجرجرة، بساطها الأخضر حتى في فصل الصيف , يمتد على مساحة شاسعة يجذب الأنظار إليها بصورة ملفتة، حيث لا تتعب العين من استمرار النظر إليها والتمتع بسحرها، يجتمع فيها جمال الطبيعة الريفية و خرير المياه التي تتدفق بين الصخور الشامخة، والهواء العذب ما يجعل زوارها يتجولون بها بكل حرية، أو الجلوس للاستمتاع بمناظرها الخلابة، التي تجلب الراحة والطمأنينة إلى النفوس ، كما توفر للزائر الهواء النقي الذي ينعش القلب والروح، إضافة إلى السكون الذي يخيم على المكان . وصنفت تامدة أوقلميم التي تبلغ مساحتها 3 هكتارات، ضمن المناطق الرطبة في الجزائر، كما صنّفت من طرف منظمة اليونسكو كأعلى بحيرة في إفريقيا، شكلها دائري وتحيط بها مجموعة من المساحات الخضراء، والجبال الشامخة ذات اللون الرمادي في مشهد رائع . استعادت البحيرة أهميتها السياحية بعد سنوات من الركود، بسبب الوضع الأمني الذي مرت به المنطقة، وتعتبر اليوم قبلة للعديد من العائلات التي تبحث عن الراحة والهدوء النفسي والاستجمام والاسترخاء وسط الطبيعة العذراء، كما يقصدها السياح الذين يدفعهم فضول كبير لاكتشاف هذا الموقع الذي يعتبر تحفة جمالية تأسر العقول و يجعل كل من زاره يتعلق به ويتردد عليه ، كلما سنحت له الفرصة رغم وعورة الطريق المؤدية إليها كونها جبلية ، لها مميزات موسمية مختلفة، فخلال الشتاء، تتحول إلى مرآة من الجليد بفعل الصقيع ، و تزداد روعة في فصل الربيع فترة ذوبان الثلوج المتشكلة فوق القمم، وفي فصل الصيف تنبت الأزهار و النباتات من حولها .تامدة أوقلميم تستقطب أنواعا كثيرة من الطيور النادرة، سواء القاطنة أو المهاجرة إلى المنطقة كما تنمو بها نحو 15 نوعا من الأعشاب الطبية النادرة.اما غياب الطرق المهيأة المؤدية إليها، يجبر الزائر على قطع نحو ساعتين من الزمن مشيا على الأقدام بين الصخور العالية والأشجار المتشابكة، انطلاقا من حي إغيل بورمي، الواقع بقلب بلدية آث بوادو في دائرة واضية التي تبعد عن عاصمة الولاية تيزي وزو بنحو 40 كلم جنوبا تحيط بها عدة قرى كإيباديسن و آث أولحاج، وما يزيد من روعة المكان تلك الينابيع الطبيعية المنتشرة على طول الطريق الجبلي المؤدي إليها، لتضيف لمسة رائعة عليها ولعل أشهرها منبع سيدي عمار الذي يتوقف عنده معظم الزوار لأخذ قسط من الراحة والارتواء من مياهه العذبة، وأكدت التحاليل التي أجريت على مياه هذا المنبع المنبعثة من بين الصخور، أنها الأكثر برودة بالمنطقة، حيث تستقر درجة حرارتها عند 7.3 درجة مئوية . و يتهافت الزوار على التقاط صور تذكارية في ثمذة أوقلميم الخضراء صيفا.