وقد ضربت بن غبريت موعدا هاما للشركاء الاجتماعيين بعد لقاء جمعها بهم أول أمس بمقر دائرتها الوزارية بحضور إطارات الإدارة المركزية ، تمّ خلاله تقييم عملية الدخول المدرسي الجاري، وكذا الاستماع إلى مختلف الانشغالات المرفوعة، و قد أكدت فيه الوزيرة على إعادة التأكيد على محورية التعليم الابتدائي داخل المنظومة التربوية والإشادة بالجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية، على المستويين المركزي والمحلي. وأشارت بن غبريت إلى حرص الوزارة على زرع الثقة بينها وبين الشريك الاجتماعي ، ودعت هذا الأخير إلى ضرورة وعيه بتحديات القطاع ورهاناته، خاصة فيما تعلق بجودة التعليم ونوعيته كما تطرقت إلى نتائج لجنة دراسة مشروع إعادة تنظيم وهيكلة امتحان شهادة الباكالوريا ، و كذا ملف الخدمات الاجتماعية، كما دعت المشاركين إلى مواصلة العمل في إطار اللجان المشتركة على مستوى الوزارة، وضرورة تنظيم الإدارة المركزية لقاءات لعرض ملفات المرجعية الوطنية للتعلمات، التقييم والتكوين والبروتوكولات المرتبطة بإستراتيجية الوقاية من العنف في الوسط المدرسي . و تمّ خلال اللقاء طرح مجموعة من الانشغالات من طرف ممثلي الشريك الاجتماعي ، واختتم اللقاء بالإعلان عن تنظيم لقاءات ثنائية، للإجابة على مختلف المواضيع المطروحة، بدءا من يوم غد الخميس 13 سبتمبر 2018 . وقال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين « أونباف» الصادق دزيري، في تصريح للصحافة عقب لقاء أول أمس بوزارة التربية ،إن السنة الدراسية الحالية هي «سنة اكتظاظ بامتياز» وأن المنهجية والتخطيط يقتضي إرفاق الإحياء السكنية الجديدة بهياكل تربوية وصحية. وأضاف أن «قرار اللجوء إلى البنايات الجاهزة لاحتواء مشكل نقص المرافق و الاكتظاظ، بغض النظر إلى كونها «تشوه المنظر العام فهو ليس حلا». وأشار بهذا الخصوص إلى أن وزيرة التربية الوطنية قد أكدت، خلال الاجتماع،أنه من الصعب القضاء على مشكل البنايات الجاهزة أو الشاليهات «قبل ثلاث سنوات»وهو ما سيعيق حسب رئيس النقابة، تحقيق التعليم ذو نوعية الذي تسعى الوزارة الوصول إليه. أما بخصوص ظاهرة التسرب المدرسي، اعتبر دزيري أنه «من غير المعقول إنجاح تلميذ وهو لا يتوفر على الملمح الحقيقي» وأن الحل الوحيد هو الرسوب مشددا في هذا الإطار على ضرورة إيجاد حلول والتكفل بهذه الفئة. و ثمن دزيري قرار فتح 45 ألف منصب شغل لتأطير المدارس الابتدائية مطالبا بالمناسبة توظيف مشرفين تربويين في الطور الأول «لتأطير التلاميذ وضبطهم» ومن بين النقاط التي عرضتها النقابة في نفس اللقاء، ملف القانون الخاص سيما مطلب تثمين شهادتي الدراسات المعمقة والليسانس وإعادة تصنيفها إضافة إلى ملف تسيير الخدمات الاجتماعية مشيرا في هذا الشأن إلى أنه تقرر تأجيل الانتخابات العامة الخاصة بها إلى ما بعد أفريل المقبل. كما طالبت النقابة الوزارة أيضا معرفة الميزانية المخصصة لتكوين عمال التربية وإعادة النظر في مسألة استفادة عمال القطاع من المخيمات الصيفية. كما ثمن رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد، قرار تخصيص الدولة لغلاف مالي بقدر ب76 مليار دينار للطور الابتدائي معتبرا أن الدخول الحالي ايجابيا بالرغم من المشاكل التي اعترضته على غرار الاكتظاظ في الأقسام واللجوء إلى البنايات الجاهزة الذي هو حل ظرفي وأضاف أيضا انه استحسن قرار اللجوء إلى توظيف أساتذة مستخلفين بعقود محددة من قبل مدراء المؤسسات التربوية في انتظار التحاق الناجحين في مسابقات التوظيف أو خريجي المدارس العليا للأساتذة لتفادي التأخر في انطلاق الموسم الدراسي. وتطرق ممثل أولياء التلاميذ في هذا الاجتماع، إضافة إلى مشكل الاكتظاظ إلى ظاهرة الطرد التعسفي للمولودين بين 2001 و2002 -كما قال- مشيرا في هذا الشأن إلى أن ما يقارب « 500 ألف تلميذ» غادر مقاعد الدراسة .