أشرف على حفل الافتتاح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ولبى الدعوة أغلب الفنانين وفي مقدمتهم صديق الفنان وزميله في اتحاد التشكليين مصطفى عدان. ومن المقرر أن يستمر المعرض من 17 نوفمبر إلى غاية 16 جانفي القادم وهو مفتوح للزوار والشغوفين بالفن التشكيلي على مدار أيام الأسبوع.وقد عبر بوخاتم عن مدى سروره لتواجده بين أهله وذويه والفنانين في هذا المكان العتيد الذي يحتفي بالفن ويكرم الفنانين. وقد ظل المتحف الوطني للفنون الجميلة يعرض باستمرار أعمال بوخاتم الثورية ضمن المجموعة التي يمتلكها في المعارض المخلدة لتواريخ الثورة المجيدة.عرض خلال هذا المعرض الخاص والتكريمي لبوخاتم العديد من الأعمال، حيث ازدانت قاعة امحمد اسياخم بقرابة 100 لوحة تنتمي إلى مجموعات كثيرة منها ما هو ملك للمتحف المنظم، ومنها ما هو ملكية خاصة بفندق الأوراسي أو جنان الميثاق.عرض ببهو الرواق بالأسود والأبيض مجموعة " الليالي السوداء" وهي سلسلة ساخرة أنجزت ابتداء من 1970 وهي مستوحاة من الأحداث الوطنية والدولية تناولت مواضيع وظواهر مثل، الفاقة، الوصولية الاجتماعية، الغاشي، البؤس، الواعظ، مرور الوقت، الحيوان الخرافي، الخطاب، المتسولون، النمامون، التصنع، الأمل... كما تم عرض منقوشات أنجزت عندما كان فارس يدرس في براغ في 1969 بأكاديمية الفنون الجميلة وتظم دراسة لوجه امرأة نقش على الورق، أنصتوا لها ، الاستيقاظ، الشجر والعصافير، حركة ليلية، بعد العاصفة وهي من مجموعة المتحف المنظم. كما عرضت مجموعة بورتريهات " وجه امرأة" بتقنية الأكورال واللباد على الورق، بكل الأشكال ومجموعة أخرى لذات الموضوع بالألوان الزيتية على القماش، بالإضافة إلى مجموعة أخرى بعنوان "بولحاف" بتقنية الألوان الزيتية على القماش تعالج المرأة وراء ستارها.تضم مجموعة الاوراسي تراكيب، أشجار، دراسة أشخاص وهي بتقنية الزيت على القماش وتعود لسنة 1975. وضمن مجموعة خاصة أخرى نجد لوحات، ساحة مسجد، الريفيتين، العودة من الحقل، ثلاثة نساء، العجوز ذات الخبز، الكلب البرتقالي، اقتربت نهايته، الذهول، "الزواخات" أو المختالات. ويبقى الموضوع المهم بالنسبة لبوخاتم هو موضوع الثورة مع اللجئين، جيش التحرير الوطني في منطقة محررة أنجزها في 1967 وهو رسم ملون على الورق.للتذكير الفنان بوخاتم هو من مواليد 15 جويلية 1941 مرسوت ولاية تبسة، وفي خضم الثورة التحريرية المظفرة انقطع عن الدراسة الكلاسيكية ليبقى متعلقا بالرسم كجندي صغير في صفوف جيش التحرير الوطني في 1957 على الحدود التونسية، وارتقى تعلمه الفني للرسم من خلال قيامه برسوم مناشير ورسومات متنوعة و جداريات، بعد مرور صاخب ومضطرب في المدرسة الوطنية الجزائرية للفنون الجميلة في 1962، أين تعرض للجدل بسبب مساره غير النمطي الشاذ، لينظم أول معرض شخصي له في نوفمبر 1965 برواق محمد راسم رواق الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية حول موضوع "المحافظين السياسيين" و«اللاجئيين" . وبقيت ثورة التحرير المباركة لمدة موضوعه الأثير والمركزي لانتاجاته الفنية. مع حلول سنة 1966 سافر إلى الصين أين أقام تربصا في المعهد العالي للفنون الجميلة ببكين ، ليزور بعدها بسنتين في 1968 تشيكسلوفاكيا للدراسة المعمقة حول تقنية الحفر والنقش ليلتقي بالأستاذ "تيتلباك" الذي سمح له بالتأقلم مع بعض التقنيات ، زار الفيتنام أين رسم " الرجل ذو 17 توازي" وهو عمل مستوحى من عمليات القصف بالنبالم على هانوي. تحصل بوخاتم في 1972 على الجائزة الأولى في الذكرى العاشرة للاستقلال. شغل منصب رئيس الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية من 1973 الى 1982 وهنا أيضا تعرض للنقد في الأوساط الفنية بسبب نظرته ورؤيته الوطنية للفن التشكيلي وانخراطه في معارك سياسية. كان يستعمل الحبر الصيني في اعماله المنجزة في 1988 وقبلها في اعمال وسلسلة " الليالي السوداء". شارك في العديد من المعارض الشخصية والجماعية، ونظرا لشخصيته الفذة لوحاته تتواجد بمجموعات خاصة أو عمومية بالجزائر وفي العالم في البلدان العربية وأوروبا واليابان التي تحصل على جائزة "نيكا كاي"، وفي الصين والاتحاد السوفييتي سابقا وبعض الدول الإفريقية بالسينغال حيث جذبت أعماله في 1973 انتباه الرئيس سيدار سنغور.