في وقت تم الإعلان الأربعاء الماضي عن تعيين رئيس الغرفة السفلى معاذ بوشارب كمنسق مؤقت للافلان، عبر برقية لوكالة الأنباء الجزائرية، نقلا عن مصدر "رسمي"، وقال المصدر إنه لحد الساعة يجهل الآفلانيون هوية الأمين العام للحزب بالنظر إلى التضارب المسجل في التصريحات. وقال المصدر الذي تحفظ عن ذكر اسمه ل " الجزائر الجديدة " : " لا أحد اليوم داخل الآفلان يعلم من يقف وراء اختيار بوشارب على رأس الحزب وأسباب تعيينه أيضا، وما زاد الأمور تعقيدا صمت الرئاسة بشأن رياح التغيير التي هبت على حزب جبهة التحرير الوطني فلم تدل لحد الساعة بأي تعليق رحيل ولد عباس ولا على استبداله مؤقتا". ويرى المتحدث أن " اللغز يكمن في تعيين بوشارب خلفا لولد عباس الذي أقيل بنفس الطريقة عزل بها رئيس الغرفة السفلى سعيد بوحجة. فطريقة إنهاء مهام هذا الأخير كانت غامضة ومفاجئة، وكان من المفروض ووفقا لما هو متعارف عليه داخل الآفلان أن يقدم هذا ألأخير استقالة مكتوبة للكتب السياسي، وأن يعين أحدا من أعضاء المكتب السياسي خلفا له، ويرسل نسخة عن القرار لأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية حتى يتم العمل به ". وحسب المصدر " توجد حالة شغور في منصب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، وهو نفس السيناريو الذي عاشه الحزب عام 2013 بعد تفاقم حدة الصراع بين التيار المعارض أنذاك لأداء الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي اتهم من طرف معارضيه بتهميش قيادات الحزب وفتح المجال لأشخاص من خارج الحزب للوصول إلى مناصب قيادية، وهو ما تسبب في سحب الثقة منه في جانفي 2013 ". ويقول إن "هناك خيارا واحدا لحل الأزمة التي قد تعصف بالحزب وتقلص حظوظه في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، وهو القيادة الجماعية للحزب إلى غاية انعقاد مؤتمر استثنائي للحزب بعد رئاسيات أفريل 2019". وراجت معلومات حول استدعاء عدد من كوادر الحزب لمناقشة هذا الخيار بسبب عدم قدرة معاذ بوشارب على تسيير التركة الثقيلة التي ورثها من ولد عباس خاصة في الظرف الراهن الذي يتزامن مع الشروع في التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة وأيضا رئاسيات 2019. ولحد الساعة لم يظهر معاذ بوشارب في أي نشاط خاص بالحزب بعد إعلان تعيينه كمنسق مؤقت له، وهو ما فاقم حدة الجدل القائمة حولة هوية الأمين العام الذي يقود الافلان، ونفى عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي، استقالة ولد عباس من منصبه كأمين عام، مؤكدا أنه يمارس مهامه بصفة عادية عقب الوعكة الصحية التي ألمت به. وقال بومهدي، في تصريح صحفي، على هامش الإجتماع التنسيقي لممثلي قيادات التحالف الرئاسي، بمقر الأفلان بأعالي العاصمة، إن جمال ولد عباس يمارس نشاطاته بصفه عادية ولم يقدم استقالته خلافًا لما تم تداوله. وأوضح المصدر أن تعيين بوشارب أمرا مخالفا لقوانين الحزب، مستدلا بنص المادة 36 من القانون الداخلي لحزب جبهة التحرير الوطني التي تنص على أنه في حال شغور منصب الأمين العام للحزب، يتولى المهام بالنيابة عنه أكبر أعضاء المكتب السياسي سنا، ويجب أن تعقد دورة استثنائية للجنة المركزية في أجل أقصاه 30 يوما لانتخاب أمين جدي من بين أعضائها.