تُعرف سلوفينيا أوروبيًا بأنها بلد السياحة الشتوية. تحدها إيطاليا من الغرب والنمسا من الشمال، في حين تحدها المجر من جهة الشمال الشرقي وكرواتيا من الجنوب، أما جهة سلوفينيا الغربية فتطل على البحر الأدرياتيكي بساحل طوله 30 كيلومترًا. تبلغ مساحة جمهورية سلوفينيا 20,273 كيلومترًا مربعًا ويقطنها 1,992,690 نسمة، ويبلغ متوسط أعمار السلوفينيين 43.1 عامًا، وهو مؤشر على كبر سن الأمة السلوفينية على غرار معظم شعوب أوروبا؛ حيث واجهت سلوفينيا خلال العقد الأخير ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الوفيات، وقد بلغت في العام 2012 نسبة سالبة قُدّرت ب -0,21%، وبسبب هذا فإن سلوفينيا من البلدان المُستقدمة لليد العاملة الأجنبية للحفاظ على الحد الأدنى من النمو الاقتصادي الوطني. وتشكو جمهورية سلوفينيا منذ عام 2012 من أزمة اقتصادية وانكماش أثّرا في الناتج القومي الإجمالي الذي سجّل تراجعًا ب 2.3%. وسلوفينيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ العام 2004، وهي أيضًا عضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2007. (1) السكان المسلمون في سلوفينيا يبلغ عدد السكان المسلمين في سلوفينيا، وفقًا لإحصاء 2002، حوالي 2.4% من مجموع السكان، أو ما مجموعه حوالي 47,824 نسمة، أمّا بالنسبة للإحصاءات التي أجرتها الجمعية الإسلامية في سلوفينيا فتختلف كثيرًا عن هذا الرقم وتتحدث عن وجود ما يقرب من 80 ألف مسلم في سلوفينيا. هذه التقديرات لأعداد المسلمين من قبل الجمعية الإسلامية في سلوفينيا تنبني على عدم اكتمال وضوح الخارطة الإثنية للشعب السلوفيني من ناحية، وكذلك بفعل تردد أو خشية الكثير من المسلمين المهاجرين إلى سلوفينيا من الإعلان عن أصولهم المسلمة. نذكر في هذا السياق أن وضع حقوق الإنسان في سلوفينيا كان محور نقاشات سياسية مركزة في البرلمان الأوروبي، وكذلك كان الاهتمام بهذا الملف الحقوقي/السياسي محل متابعة وحوارات أيضًا في أروقة الدوائر السياسية في جمهورية يوغسلافيا السابقة، وكان محور هذا الاهتمام يتعلق بالحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية والذي أدان دولة سلوفينيا على خلفية اعتدائها على الحقوق الإنسانية الأصيلة لمواطنيها عام 1992. وكانت السلطات السلوفينية، وهي في مرحلة استقلال البلاد، شطبت وبكل بساطة أسماء 25,671 شخصًا من دفاتر الجنسية السلوفينية، جميعهم من مواطني جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية السابقة.(2) وجزء منهم من المسلمين المهاجرين من البوسنة والهرسك والسنجق وكوسوفو ومقدونيا. وقد رفع كل "المشطوبين" قضايا أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ضد دولة سلوفينيا وكسبوا قضاياهم بعد صدور حكم ينصفهم ويقضي لهم بتعويضات مالية بلغت الملايين من الدولارات أُلزمت سلطات سلوفينيا بدفعها للمتضررين.(3) يُشكّل البوشناق 90% من مجموع السكان المسلمين في سلوفينيا، ويتوزع باقي المسلمين على الإثنيات الألبانية والتركية، إلى جانب المهاجرين العرب الذين اختاروا البقاء في سلوفينيا للعمل والاستقرار فيها مع أسرهم التي كوّنوها هناك. كانت سلوفينيا أكثر جمهوريات يوغسلافيا السابقة تطورًا اقتصاديًا ما جعلها تجتذب الأيدي العاملة القادمة من الجمهوريات اليوغسلافية الأخرى الأقل نموًا، وخاصة من البوسنة والهرسك، ولذلك نجد اليوم أن أغلبية السكان المسلمين في سلوفينيا هم من المهاجرين البوسنيين الذين حلّوا بها في ستينات وسبعينات القرن الماضي بحثًا عن تحسين أوضاعهم الاقتصادية، ثم استقروا فيها مع أسرهم وحصلوا على الجنسية السلوفينية مباشرة بعد استقلالها عام 1991. إلا أن الاتصال المباشر الأول للمجتمع السلوفيني مع المسلمين كان قد حدث مع بدايات القرن الماضي، وتحديدًا أثناء الحرب العالمية الأولى، عندما كانت كل من سلوفينيا والبوسنة والهرسك تخضعان لسلطات الإمبراطورية النمساوية-المجرية؛ حيث قاتل عدد كبير من البوشناق في صفوف الجيش الإمبراطوري على الجبهة النمساوية-الإيطالية، وكان ذلك في المعارك التي شهدتها سهول وادي سوتشا؛ حيث تم بناء مسجد في قرية صغيرة في منطقة الألب تُدعى "لوغ بود مانغارتوم" Log Pod Mangartom ليؤدي فيه المقاتلون البوشناق صلواتهم ويحيوا فيه شعائرهم الدينية.(4) لم تعرف فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية هجرات جماعية كبيرة تُذكر للمسلمين نحو سلوفينيا، وتُظهر الوثائق ذات الصلة أن عدد المسلمين الذين كانوا يعيشون في عاصمة سلوفينيا، ليوبليانا، عام 1931 لم يتجاوز 927 مسلمًا، وتُضيف الوثائق أن المسلمين كونوا جماعة مسلمة وكان لهم إمامٌ يرعى شؤونهم الدينية. اللقاء الثاني بين المسلمين والسلوفينيين كان في ستينات وسبعينات القرن الماضي عندما كانت سلوفينيا ضمن يوغسلافيا الاشتراكية؛ عندها قدم المسلمون إلى سلوفينيا، ليس كجنود هذه المرة، بل كعمال في المصانع وورش البناء، وبسبب المستوى المعيشي والاقتصادي الأكثر تطورًا وكذلك بحكم تقارب اللغة والثقافة، قررت غالبية المسلمين الاستقرار النهائي في سلوفينيا حيث شهدوا سقوط يوغسلافيا واستقلال سلوفينيا. أما اللقاء الثالث، وكان هو الأكثر ثراءً بين المسلمين والسلوفينيين، فقد جدّ في ظروف اجتماعية وسياسية مغايرة كليًا من حيث التعدد السياسي وفي ظل احترام أكبر لحقوق الإنسان والقيم الأوروبية، وأصبح المسلمون في سلوفينيا مواطنين سلوفينيين وكذلك مواطنين أوروبيين. وهكذا فإن الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في سلوفينيا تمكنا من الاندماج في المجتمع دون أن تُسلب هويتهم. ونشير في هذا الصدد إلى أن علاقة الجمعية الإسلامية بالدولة السلوفينية يحكمها ميثاق اجتماعي مثلما هي عليه الحال بين الدولة السلوفينية وباقي الجمعيات الدينية الأخرى والكنائس. من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فإن الجيلين الثاني والثالث من مسلمي سلوفينيا ينتميان إلى الطبقة الاجتماعية السلوفينية الوسطى، ويعمل معظمهم في مختلف المصانع، مع تزايد ملحوظ في أعداد المسلمين الذين يتم توظيفهم في إدارات المؤسسات الحكومية، وفي قطاعات الصحة والتعليم. هذا، إلى جانب ازدهار عدد المؤسسات والشركات الصغرى التي يمتلكها مسلمون، وتعمل أساسًا في مجالي البناء والتجارة. أما على مستوى مناشط الحياة المجتمعية العامة فنلحظ مشاركة مكثفة للمسلمين في النشاط الرياضي وخاصة في نوادي كرة القدم؛ حيث يشكّل اللاعبون من الأصول البوشناقية-المسلمة المقيمة في سلوفينيا نصف عدد لاعبي المنتخب القومي السلوفيني. وكما هي الحال في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، فإن الحاصلين على الجنسية السلوفينية من المسلمين يدعمون سياسيًا أحزاب اليسار بسبب برامجها الداعية إلى بناء مجتمعات تعددية. الجمعية الإسلامية في سلوفينيا تقضي أحكام الدستور السلوفيني بأن سلوفينيا دولة علمانية تتساوى فيها كل الجماعات الدينية أمام القانون وتنشط في استقلالية تامة عن الدولة. وتخضع علاقة الدولة بالجماعات الدينية المختلفة للقانون المدني المُتعلق بحرية المُعتقد والصادر عام 2007. وقد أمضت الجمعية الإسلامية في سلوفينيا ميثاقًا خاصًا مع السلطات السلوفينية تم فيه تفصيل وضعها القانوني وحقوقها وواجباتها، وباتت الجمعية بذلك خامس جمعية دينية يربطها عقد قانوني في علاقتها مع الدولة السلوفينية. ووفقًا لهذا العقد القانوني والاجتماعي فإن الدولة السلوفينية تتحمل قسطًا من المصروفات الاجتماعية الخاصة بموظفي الجمعية الإسلامية، ويُفتح الباب أمام إمكانية تمويل المشاريع الأخرى الاجتماعية والثقافية وغيرها من المشاريع التي تُشرف عليها وتسيرها الجمعية الإسلامية.(5) أما في المدارس العمومية السلوفينية فإن التعليم الديني غير مسموح به لكل الديانات، ويُسمح في المقابل لكل المؤسسات أو الجمعيات الدينية بتنظيم الدروس الدينية داخل مقارها. الجمعية الإسلامية في سلوفينيا هي أحد فروع الجمعية الإسلامية في البوسنة والهرسك، مثلها مثل الجمعية الإسلامية في كرواتيا وصربيا والسنجق. ورئيس العلماء هو المرجع الرئيسي وقمة هرم الجمعية الإسلامية في البوسنة والهرسك. وتعود إلى رئيس العلماء مهمة إصدار ما يُسمى "المراسلة" -وهي عبارة عن تزكية وتنصيب المفتين والأئمة الرئيسيين الذين يصبحون بتلك التزكية مخولين لتفسير تعاليم الإسلام والإفتاء، إلى جانب تمثيلهم الرسمي للجمعية الإسلامية في المكان الذين يعملون فيه. منذ العام 1994 تطور وضع الجمعية الإسلامية في سلوفينيا داخل الهرمية الإدارية لتصبح مكتب إفتاء، أو ما يُطلق عليه محليًا "مُفتيلوك".(6) تتكفل الجمعية الإسلامية في سلوفينيا بسداد جل نفقاتها الإدارية ومصاريفها التشغيلية وتضمن رواتب موظفيها والأئمة التابعين لها، كما تتحمل مصاريف أنشطة الجماعات المحلية المنتمية لها، وتتأتى مداخيل الجمعية الإسلامية أساسًا من اشتراكات أعضائها والهبات المالية والعينية التي تتلقاها من المتبرعين. أما تمويل تشييد بناء الفضاءات الدينية الكبرى فإنها تُجمَع من تبرعات الأغنياء من أعضاء الجمعية الإسلامية ومن هبات المتبرعين من العالم الإسلامي. يُشرف مكتب المفتي في سلوفينيا على 18 إمامًا و18 جماعة (تتألف "الجماعة" من عدد من الأشخاص غير محدد في مكان ما يجتمعون باستمرار لتأدية صلاتهم وإقامة نشاطاتهم الدينية من تعليم تعاليم الإسلام، وحفظ القرآن، وتنظيم الإفطارات الرمضانية، وإحياء الشعائر الإسلامية، وتنظيم رحلات الحج والعمرة، والإشراف على دفن الموتى...إلخ). والجماعات هي: ليوبليانا، كوبر، يسينيتسا، فيلينيا، ماريبور، تسيليا، كراني، شكوفيا لوكا، بوستويينا، كرشكو، ترجيتش، نوفا غوريتسا، تربوفليين كوتشيفيا، أيدوفشتشينا، سيجينا، نوفو ميستو وإيزولا. وتتمتع كل جماعة بمقر خاص بها باستثناء جماعة مدينة إيزولا. بناء مسجد ليوبليانا: قضية أثارت جدلاً دينيًا صاحبه توظيف سياسي تمتد محاولات الجمعية الإسلامية في سلوفينيا المستمرة لبناء مسجد جامع ومركز ثقافي في العاصمة السلوفينية ليوبليانا منذ عام 1969. كانت ليوبليانا هي المدينة الكبرى الوحيدة في جمهورية يوغسلافيا السابقة التي لا يوجد بها مسجد مركزي بمئذنة، وكان من الصعوبة بمكان الحصول على ترخيص من سلطات الجمهورية لبناء مسجد جامع، كما كان من الصعب جدًا وجود مساحة مناسبة من الأرض وسط المدينة. لم يغُير استقلال سلوفينيا ودمقرطة الحياة السياسية والاجتماعية من رفض الرأي العام في ليوبليانا لفكرة بناء مسجد جامع في العاصمة السلوفينية، وبكل تأكيد زاد ذلك الرفض حدة تحت حملات التخويف من الإسلام التي شنها الغرب على إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. ولم يقف الرفض عند ذلك الحد بل تحول إلى حملات عامة تدعو الشعب السلوفيني إلى الإعلان عن رفضه لبناء مسجد جامع في ليوبليانا، وفي العام 2002 تم تجميع 11,898 توقيعًا من مواطنين طالبوا بحل قضية بناء المسجد الجامع من خلال تنظيم استفتاء شعبي، تُشرف عليه وتقرره المحكمة الدستورية السلوفينية. وأعلنت الأخيرة في 15 إبريل/نيسان 2004 أن مسألة "الاستفتاء" حول بناء المسجد "مسألة غير دستورية" وبالتالي لا شيء يمنع من بنائه قانونا.(7) وتم وضع حجر الأساس في الثاني عشر من سبتمبر/أيلول 2013 لانطلاق أشغال بناء المركز الإسلامي في ليوبليانا، شاركت في فعالياته شخصيات حكومية ودينية على أعلى المستويات من سلوفينيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا، كما حضره وزير الأوقاف القطري.(8) أهمية تطوير عمل الجمعية الإسلامية إن الجمعية الإسلامية والمؤسسات المُلحقة بها تُمثل شريان الحياة الذي يمد مسلمي سلوفينيا بما يحتاجونه من عوامل الترابط والوحدة والدفاع عن حقوقهم بصفتهم أقلية وطنية في سلوفينيا. وللجمعية دور اجتماعي واقتصادي إلى جانب أدوراها التعليمية والدعوية والتثقيفية، فهي تجمع شتات مسلمي سلوفينيا وترعى شؤونهم الحياتية المختلفة وتُعد البيت الكبير الذي يُؤوي الجميع، لذلك فإن المسلمين في سلوفينيا حريصون على المساهمة في تطوير عمل الجمعية الإسلامية وتثبيت دورها، والاطمئنان إلى أن لها خططًا مستقبلية موثوقًا فيها، وفي هذا السياق وضعت الجمعية الإسلامية خطتها للتنمية والتطوير للسنوات الخمس القادمة بما يمكّنها من تحقيق الأولويات التالية: الانتهاء من تشييد المركز الإسلامي في ليوبليانا، وهو مشروع يتجاوز إمكانيات الجماعة الإسلامية الصغيرة في سلوفينيا، وستكون المساعدة القطرية في تنفيذ المشروع حاسمة. البدء في إحداث أنشطة تتعلق بالنشر والطباعة باللغة السلوفينية، وتتقدمها طباعة المناهج الدراسية لمادة العلوم الإسلامية، ومن ثَمّ طباعة كتب ومنشورات لفئات مجتمعية أوسع بهدف تقريب الإسلام من المجتمع السلوفيني. وفي هذا السياق سيكون على رأس هذا المشروع إصدار ترجمة للقرآن الكريم باللغة السلوفينية وترجمة بعض الأحاديث النبوية المختارة. سيتم البدء في إطار أنشطة "مركز ابن رشد الثقافي والتعليمي" بتنفيذ برامج تعليمية متنوعة، وتعليم اللغة العربية، وتنظيم ورش عمل، ومحاضرات عامة حول الثقافة والحضارة الإسلاميتين باللغة السلوفينية، على أن يقدم المركز أيضًا خدماته للفئات الأكاديمية والثقافية للمجتمع السلوفيني في عمومه. والهدف من وراء هذا هو تقديم صورة تُصلح فهم المجتمع السلوفيني للإسلام والمسلمين وتحميهما من الحملات التخويفية القاسية من الإسلام القادمة من الغرب. ستعمل الجمعية الإسلامية في سلوفينيا، على تعزيز التآزر والتكافل بين المسلمين وبينهم وبين كل من يحتاجون إلى مد يد المساعدة من عموم الشعب السلوفيني. وفي هذا السياق ستُوضع مجموعة من البرامج الإغاثية بالتعاون مع المنظمات الخيرية الأخرى والمؤسسات الدينية المختلفة. إفراد عناية خاصة بفئة الطلبة من خلال توفير منح جامعية لهم، وإعداد برامج تعليمية وثقافية يكون لها الأثر الطيب في تأسيس شخصياتهم وتأكيد انتمائهم لهويتهم وانتمائهم للإسلام. آفاق المسلمين في سلوفينيا سلوفينيا بلد مسيحي أوروبي صغير في مساحته ومحدود في قدراته، تتميز علاقته بالمسلمين من بوشناق وألبانيين بنوع من الاستقرار النسبي في ضوء ما يعيشه هؤلاء في بلدان البلقان الأخرى. وتخفف عوامل التقارب اللغوي والجغرافي والثقافي عملية الالتقاء بين السلوفينيين ومسلمي البلقان، وبين التقاليد المسيحية والإسلامية على الأرض الأوروبية. كما أن تجربة سلوفينيا الصعبة داخل الاتحاد الأوروبي، لم تُتح لصناعتها إمكانية المنافسة مع صناعات اقتصادات البلدان الأوروبية القوية، ولم تمكّنها من فرصة الازدهار وفتح أسواق جديدة أمامها، فاقتصر نشاطها الصناعي، تبعًا لذلك، على تقديم بعض الخدمات المساندة لصناعات تلك البلدان الكبرى؛ ولهذه الأسباب نلاحظ أن سلوفينيا بدأت تبحث عن إمكانية العودة إلى أسواق الشرق، وخاصة إلى أسواق الدول الإسلامية حيث كانت تتمتع، باعتبارها إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة، بمكانة مُميزة في ذلك الجزء من العالم الإسلامي. تحتاج سلوفينيا إلى المسلمين من مواطنيها بصفتهم عاملاً مساعدًا على بناء علاقات صداقة وتعاون سياسي واقتصادي مع بلدان العالم الإسلامي. وفي ضوء تلك الحاجة إلى مسلميها يمكن تفسير الحملة الدعائية واسعة النطاق التي صاحبت إعلان قرار موافقة السلطات السلوفينية على السماح ببناء مسجد ليوبليانا، الذي من المنتظر أن يكون أحد أكبر وأجمل مساجد أوروبا الغربية. من المرجح والمُنتظر أن تلعب جماعة المسلمين في سلوفينيا، محدودة العدد وصغيرة الحجم، دورًا مركزيًا في علاقة سلوفينيا بالعالم الإسلامي في عالم اليوم الذي يتميز بعولمة علاقاته الاقتصادية والسياسية والثقافية، وعلى المسلمين إدراك هذا الدور المحوري والعمل على حسن توظيفه وتقوية عوده.