تعاني قرابة 30 عائلة بالشفة بموزاية من الخدمات الإجتماعية، في ظل غياب المتطلبات الضرورية للحياة، وتدهور المستوى المعيشي، والذي أصبح ينذر بوقوع كارثة إنسانية. هذه العائلات التي تحتمي بيوت قصديرية، هشة، لا تتوفر بها أدنى متطلبات العيش، أكدت للجزائر الجديدة أنها على هذا الوضع منذ قرابة 14 سنة، حيث سجلنا غياب للكهرباء، مما يضطرهم إلى الإستنارة بالشموع طيلة هذه السنوات، أما الماء فيجلبونه عن طريق الدواب من إحدى محطات البنزين التي تبعد عنهم بحوالي 3 كيلومتر، بشكل يومي، ولعل هذا الأخير أثر كثيرا على جانب النظافة، التي يفتقر إليها الحي، خصوصا مع الرمي العشوائي للنفايات بالقرب من الحي، الأمر الذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة المصاحبة للذباب والباعوض ومختلف الحشرات، كما استعانوا ببالوعات تقليدية لاحتواء الوضع، غير أن هذه البالوعات كثيرا ما تتعرض للانسداد، وتسرب المياه القذرة عند امتلائها، مجتاحة المنازل، ومحدثة كارثة بيئية، لها آثارها وانعكاساتها السلبية على صحة الجميع، وإلى جانب كل هذا تؤرقهم قارورة غاز البوتان، التي يجلبونها بصعوبة من مسافات بعيدة وليس كبار الحي فقط من يعانون في هذا الحي وإنما للصغار جزء منها أيضا، حيث وفي ظل غياب هياكل تربوية بالحي، إلى جانب غياب النقل المدرسي، يقطع الصغار مسافة تبعد 2 كيلومتر على إقامهم، يتنقلون بعدها إلى موزاية بالمواصلات الخاصة التي تبعد عنهم ب 8 كيلومتر، أما المشكل الآخر الذي يهدد حياتهم هو عدم توفرهم على طريق معبدة خاصة بالراجلين، لذلك فهم يستعملون الطريق الرئيسي معرضين حياتهم للخطر وهو ما كان سببا حسب السكان في الفتك بالعديد من الأشخاص، باختلاف أعمارهم، أما غياب المرافق الضرورية والخدماتية فكانت هاجسا آخر حول حياتهم إلى جحيم، فعدم توفرها على مراكز طبية ومحلات تجارية، بسبب غياب الكهرباء، أدى إلى شل عجلة لتنمية بالمنطقة، وأجبر السكان على اقتناء مستلزماتهم من مسافات بعيدة، وباجتماع كل هذه المشاكل، أصبح الحي في عزلة تامة، عن الحضارة، وأصيب معظم قاطنيه بمختلف الأمراض الجلدية، والحساسية، الناجمة عن تردي الوضع الصحي وغياب شروط النظافة، لذلك قام القاطنون بالاحتجاج على سياسة التهميش المنتهجة من طرف السلطات المحلية، في حقهم، غير أن الرد حسبهم، كان سلبيا، إذ أن البناء بهذا الحي عشوائي أقيم بطريقة غير قانونية، وبالتالي فمصيره التهديم، وإلى غاية أن يتم إيجاد حلول ولو مؤقتة تخرجهم من وحدتهم، وعزلتهم، يتساءل المواطنون عن مصير أبنائهم خلال السنوات القادمة بما أن الحلول لن يتكون في الغد القريب.