انتشرت بالمؤسسات التربوية لولاية وهران في الآونة الأخيرة ظاهرة تسريحات الشعر الغريبة و الشوم التي لا علاقة لها بتقاليدنا ولا مجتمعاتنا، حيث أن أغلب التلاميذ باتوا يتنافسون على وضع وشوم مشابهة للاعبي كرة القدم ومطربي الراب ومختلف مشاهير العالم، ..ونفس الشيء بالنسبة للتسريحات التي أثارت الكثير من الجدل في الوسط المدرسي، خصوصا تلك الموقعة بكلمات أجنبية و رموز غير مفهومة ، أو أشكال لحيوانات مفترسة و حشرات مقيتة وكذا ماركات تجارية ، و الأسوأ من ذلك هو تشبه بعض التلاميذ بالفتيات من خلال قصات أنثوية وصبغات شعر مختلفة. و الغريب في الأمر أن الكثير من الأولياء يؤيدون أبناءهم في فيما يفعلونه دون تحسيسهم بالأمر أو نهيهم، بل بالعكس يؤمنون لهم المال لدفع سعر التسريحة التي تتطلب مبلغا كبيرا مقارنة مع التسريحات العادية ، و للغوص أكثر في الموضوع الشائك الذي عرف انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة ، تنقلت جريدة الجمهورية إلى بعض المؤسسات التربوية خاصة بالطور المتوسط ، و قامت برصد آراء بعض التلاميذ الذين كانوا يتفاخرون بقصّاتهم الغريبة أمام الملأ وبشكل عادي، في محاولة منا لمعرفة ما تمثله هذه الظاهرة بالنسبة لهم ومعنى الرموز التي يضعونها فوق رؤوسهم ، لنتفاجأ برد فعلهم العفوي وبأنهم يجهلون دلالاتها والمغزى منها باستثناء أنها جزء من الموضة و العصرنة، وهذا ما أكده التلميذ ياسر ذو ال 14 ربيعا الذي وضع على رأسه عبارة «أخطوني «، حيث قال في تصريح للجمهورية إنها عبارة متداولة كثيرا بين شباب اليوم، و يتم وضعها أيضا بالقمصان و قبعات الرأس، وعن رأي والديه فيما يخص تسريحته أوضح ياسر أنهما عارضا في البداية لكنهما وافقا في الأخير بعد أن اقتنعا بقصة الموضة. ونحن نجول في المحيط المدرسي صادفنا تلميذا يحمل تسريحة أسماها ب «الديك»، لكن ما شدّ انتباهنا هو الألوان الغريبة القريبة من لون قوس قزح ، وعند اقتربنا من إلياس ذو ال 13 ربيعا كشف أنه يحب التميز، كاشفا أن أهله يخصصون له مبلغا شهريا يقدر ب 5 آلاف دج، وهو ما يسمح له بفعل ما يريد، أما « أيمن « وهو طالب ثانوي رسم على طول ذراعه شكل « تنين « بألوان مختلفة و كتب على يمينه عبارة باللغة الإنجليزية معناها «الحب حب الأم فقط « ، أما سفيان الذي ملأ الوشم أطرافه العلوية إلى غاية الرقبة كشف أن هذه الطريقة، وبالرغم من أنها مؤلمة للغاية، لكنها حسبه طريقة للتعبير عما بداخله، هذا إلى جانب حالات أخرى شاهدناها تدخل إلى المؤسسات التربوية دون رقيب أو تدخل للهيئات الوصية.