- أكثر من 3 آلاف شخص يوميا بجنة الأحلام - الشارع ملاذ للفقراء و هاجس للأولياء تختار العائلات الوهرانية خلال العطلة الربيعية فضاءات التسلية كجنة الأحلام بالحمري و الحديقة المتوسطية من أجل الترفيه عن أبنائها لاسيما المتمدرسين منهم، وذلك بعد أن عجزت هذه الأخيرة عن السفر إلى ولاية أخرى أو الخارج بسبب عدم توفر الإمكانيات المادية التي تسمح بالتنقل خارج الوطن، والأسوأ من هذا فإن بعض الأطفال لا يجدون سوى الشارع ملاذا لهم لتمضية وقتهم خلال العطلة، ما شكل هاجسا لدى الأولياء الذين باتوا يخافون على سلامتهم في ظل انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال. كانت الساعة تشير إلى الثالثة زوالا عندما دخلنا حديقة التسلية بالحمري من أجل رصد الأجواء التي كانت رائعة وسط إقبال كبير للوهرانيين والمواطنين الذين يمضون عطلتهم الربيعية بالباهية رفقة أطفالهم ، وفي هذا الصدد كشفت السيدة نعيمة تولة أنها قررت مكافأة أبنائها النجباء بجولة في جنة الأحلام، حيث أنها كانت تقوم في كل مرة بجمع المال وتخصيصه للخرجات الترفيهية ،في حين كشفت السيدة سميحة القادمة من ولاية تلمسان أنها في كل عطلة مدرسية تصطحب أبناءها إلى وهران للاستمتاع بوقتهم بحديقة التسلية ، وفي نفس الوقت تستغل الفرصة لاقتناء بعض الأغراض من سوق المدينة الجديدة، علما أن عدد زوار حديقة التسلية بالحمري ارتفع إلى أكثر من 3 آلاف شخص يوميا خلال العطلة المدرسية حسبما أكده القائمون على الفضاء الترفيهي. إقبال على المدارس القرآنية والمكتبات بلدية من جهة أخرى تعرف المدارس القرآنية هي الأخرى إقبالا منقطع النظير من قبل المتمدرسين، حيث كشفت السيدة أم آية الرحمن أنها سجلت ابنتها التي تدرس السنة الرابعة ابتدائي خلال اليوم الأول من العطلة بغية تعليمها حفظ القرآن الكريم و أبجديات التجويد ، مع تخصيص أيام أخرى في الأسبوع لاصطحابها إلى فضاءات التسلية، في حين أكدت السيدة « فتيحة .خ « التي التقيانها عند مدخل المدرسة القرآنية النعمان بن بشير بحي سيدي البشير ببئر الجير أنها تحرص على تعليم أطفالها حفظ القرآن الكريم خلال عطلتهم الربيعية من أجل تحسين مستواهم التعليمي والمشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، يأتي هذا في القوت الذي يفضل فيه بعض الأولياء تسجيل أبنائهم في فصول المطالعة بالمكتبات البلدية والجمعيات مثل جمعيتي القارئ الصغير وشباب وهران الثقافية التي قررت هي الأخرى فتح فصول للقراءة التفاعلية والسريعة و تشجيع المطالعة لدى الأطفال والتلاميذ، و هي المبادرة التي استحسنها الأولياء في ظل الانتشار الواسع و الرهيب لوسائل التواصل الاجتماعي الذي دفع الكثيرون إلى هجرة المطالعة الورقية، وقد طالبت السيدة أم آلاء التي التقيناها في مكتبة دار الشباب معواد أحمد جمعية أولياء التلاميذ بضرورة التنسيق مع مديرية التربية من أجل تنظيم خرجات ترفيهية للتلاميذ سواء إلى الغابات أو الشواطئ أو الجبال وحتى المناطق الأثرية، من أجل تثقيفهم و تعريفهم بمعالمهم وتاريخهم .