كثفت مديرية البيئة في المدة الأخيرة من دورياتها لمراقبة نوعية مياه البحر والتأكد من صلاحيتها تزامنا مع الإقبال منطقع النظير للمصطافين عبر مختلف شواطئ الولاية. وقد أسفرت هذه التدخلات عن تسجيل 200 تدخل بكل النقاط المسموحة للسباحة لإقتطاع عينات وتحليلها بطريقة فيزيو كيميائية تكملة للتحاليل التي تجريها كذلك مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لتفادي أي حوادث خطيرة من شأنها أن تسبب أضرار متفاوتة للمصطافين. فبمعدل خرجتين كل أسبوع أحصت مديرية البيئة هذه الحصيلة بداية من الفاتح جوان إلى غاية منتصف الشهر الجاري، حيث إرتأت أن تباشر في مثل هذه الخرجات قبل حلول موسم الإصطياف في إطار التحضيرات التي سطرتها السلطات الولائية وسرعان ما تحولت إلى برنامج دوري يتضمن إلزامية تجسيد مراقبة مكثفة لنوعية مياه البحر بعدما أضحت كل الشواطئ تستقطب عدد كبير من المصطافين قبل إفتتاح الموسم هروبا من حرارة الشمس المرتفعة والإختناق الذي أضحى يميز المدينة. وحسب الحصيلة المسجلة لم تسجل الهيئة المعنية لحد الآن أي إختلال في نوعية مياه الشواطئ وهذا عبر 32 نقطة حيث أكدت كل التحاليل صلاحيتها وفق المقاييس الصحية المعمول بها. لاسيما أن السلطات الولائية قد شددت في العديد من المرات على ضرورة إحترام هذا الجانب والسعي وراء تطبيق كل الشروط والإجراءات لاسيما فيما يخص محطات التصفية ومعالجة المياه المستعملة، وفي هذا الشأن ألزمت الجهة الوصية المشرفين على قطاعي البيئة والري بالإسراع في تنظيف وصيانة الأحواض التابعة للمحطات بشكل مستمر، خاصة أنه في هذه الفترة بالذات ترتفع كميات الضخ نتيجة تزايد حصيلة المصطافين. ورغم التحضيرات المجسدة وحملات النظافة التي تباشرها مكاتب البلديات الساحلية بصفة مكثفة إلا أن شواطئ الكورنيش الوهراني تشهد بعض النقاط إنتشار عشوائي للنفايات المنزلية جراء الإهمال وعدم إهتمام الزوار بجانب النظافة، حيث تعتمد بعض العائلات رمي أوساخها بالشاطئ وعدم إستعمال حاويات جمع النفايات المتواجدة بالأماكن ذاتها في غياب الحس الحضري في الوقت الذي تدعمت فيه البلديات الساحلية ب 6000 حاوية تحضيرا للمناسبة ذاتها. بالمقابل فقد إستفادت كل الشواطئ من حملات واسعة لتهيئتها من جديد فموجب الورشات المستحدثة مؤخرا في إ طار برنامج الجزائرالبيضاء، فمن مجموع 70 ورشة تم تخصيص 15 منها لتنظيف الشواطئ تكفل بها شباب بطال فأدمجوا في هذه العملية مقابل أجور تحددها عقود العمل المبرمة بينهم وبين أجهزة التشغيل التي تبنت هذه الإستراتيجية. ومع ذلك إهتمام الطرف الآخر بصيانة وحماية المحيط قليل جدا حيث لم يصل المواطن بعد إلى درجة التجسيد التام لهذا إشعار لتبقى الثقافة البيئية محصورة في نسبة ضئيلة فقط.