أكدت السيدة تواتي سمية ،أستاذة جامعية في علم الإجتماع أن ارتفاع نسبة تعاطي الخمور في المجتمع الجزائري يمكن حصره في مجموعة من الأسباب النفسية والأسرية والاجتماعية والمادية وربما أهمها،الهروب من الواقع بسبب العجز عن حلِّ المشاكل التي تواجه الإنسان، إلى جانب نقص الوازع الديني لعدى العديد من افراد المجتمع،وغياب دور الأسرة الفعال من خلال مراقبة أبنائها وتوجيهم للاحسن،بالإضافة إلى الفارغ الذي يعيشه العديد من الشباب حيث يرى الفرد الحلَّ في كأس الخمر دون سواه،لأن الكحول في تفكيره يزيل تأثير مراكز المخ العليا المسؤولة عن تشذيب السلوك والسيطرة على الانفعالات،فيشعر الإنسان بالتالي بالراحة في الواقع الذي يعيشه وتظهر الانفعالات بلا ضابط في صورة سلوك لا يليق أو ألفاظ بذيئة،وكذلك نسيان الواقع، لأن الإنسان ينسى الأحداث القريبة والأحداث البعيدة فتجعله يعيش نشوة الراحة والعيش في سعادة موهومة وانتعاش كاذب،بالإضافة إلى الخجل الشديد والشعور بالنقص وفقدان الذات والشعور باليأس ولا ننسى دور ضغوطات الحياة ومصاعبها في الإدمان على الخمور وكذلك الحالات النفسية الصعبة ومنها الاكتئاب الشديد،ولتعاطي الخمور سلبيات كثيرة خاصة من الناحية الطبية ،حيث يتسبب في عدة أمراض و تترك عدة آثار ومضاعفات صحية على مُتعاطيها،ناهيك عن تورطهم في آفات إجتماعية وجرائم كالقتل العمدي او التحرش الجنسي وغيرها من الجرائم التي عادة ماتنهي بمآسي إجتماعية. لتضيف الاستاذة تواتي ان تعاطي الخمور حتى وإن تضاربت أسبابه وتعددت ولكن يجب أن نقف أمام هذه الظاهرة التي باتت في تزايد مقلق في السنوات الاخيرة لاسيما مع التطور التكنولوجي والتأثير السلبي لوسائل الإعلام والإتصال وبالتالي يجب العمل للحد من هذه الظاهرة التي لا تعود بالسلب على الفرد فقط وإنما على المجتمع ككل،فالمؤسسات الصحية ومراكز معالجة إدمان الكحول عليها أن تقيم دورات تأهيل وتدريب للمتعاطين ،فعملية التأهيل الدوائي والنفسي والسيكولوجي التي قد تستغرق فترات طويلة ستؤثر على حياتهم وتعطيهم دفعا إلى تغيير سلوكياتهم وتدفع بهم إلى الإقلاع عن تعاطي الخمور التي ستفقدهم حياتهم في حالة لم يقررو قراراً لا رجعة فيه في تركها والإستفادة من تجربة الإدمان القاسية في الإنطلاق مجدداً والتغيير للأحسن،كما ان حل هذه المعضلة يكون بتكاثف الجهود ابتداءا من الأسرة والمؤسسات التربوية والمجتمع المدني إلى جانب تكثيف حملات التحسيس بمختلف وسائل الإعلام بمدى خطورة تعاطي الكحول،توفير المرافق الضرورية بهدف تفريغ الطاقات لدى الشباب وهذا لمُحاربة هذه الظاهرة الخطيرة والضارة على المجتمع ككل.