تم عرض 31 نوعا من الزرابي في الصالون الرابع للتراث الذي أعطيت إشارة انطلاقه أول أمس بقلعة المشور بتلمسان من قبل السلطات المحلية وذلك بمناسبة إحياء شهر التراث، حيث أوضح المشرف على تنظيم التظاهرة أمين بودفلة أن هذه الأنواع من الزرابي المعروضة تشتهر بها مناطق مختلفة من الوطن، 9 منها خاصة بمنطقة تلمسان، مشيرا إلى أن الصالون يتضمن ورشة لتعليم الأطفال « الرقام» وهي طريقة رشم الزرابي وإعطاءها أشكال هندسية متنوعة. و أضاف أنه تم اختيار موضوع الزربية في الطبعة الرابعة للصالون التراث لهذه السنة الذي حمل شعار» التراث الثقافي دافع لتمنية الإقليم» لما للزربية من أهمية في إبراز مكنوزات الجزائر و قدرات الحرفيين في هذا المجال، وتعرف هذه التظاهرة التي تنظمها المديرية الولائية للثقافة مشاركة حوالي 200 فنان وحرفي من مختلف أنحاء الوطن إضافة إلى متحف تلمسان و متحف «ايتيان ديني» من بوسعادة لعرض اللوحات الفنية لهذا الرسام، كذا معرض لمتحف المدية ومعرض لجمعية أصالة لتلمسان في الصناعات التقليدية وخيمة من ولاية تمنراست للتعريف بتراث هذه المنطقة. و أوضح مدير الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف طهراوي خليد أن المركز الجهوي لدمغ الزرابي بتلمسان يشرف منذ 2007 على معاينة و دمغ الزرابي وفقا لشروط و مقاييس نسج الزربية ونوعية الصوف والصباغة وعدد العقد المستعملة في عملية النسج للسماح للزرابي المدموغة بتصديرها خارج الوطن، وأضاف أن المركز عاين منذ انطلاق نشاطه 536 زربية بغرب الوطن و دمغ 60 بالمائة منها. الصباغة الطبيعية و الزركشة يقدم معرض كيفية نسج الزرابي الذي يحتضنه قصر المشور بتلمسان بمناسبة شهر التراث الطرق الطبيعية لتلوين و زركشة الزرابي عبر مناطق القطر الجزائري، حيث يعتمد الصباغ على ما يتوفر في الطبيعة من نباتات ويستغلها للحصول على أكثر من لون تتجمّل به هذه المنتوجات النسيجية، دون إضافات كيماوية تغيّر من الصوف كمادة أساسية في الزربية الأصيلة. وما لفت انتباه الزوار هو نبتة « لزاز» التي تمزج مع القطريون والشاي لإعطاء اللون الأصفر للصوف، في حين تخلط الحناء للحصول على اللون البرتقالي، أما جذور نبتة «الفوة « الجبلية و«الكوشنيلة» وهي نوع من الحشرات المجففة فعندما يضاف إليها « القرميز» يكتسب الصوف اللون الأحمر، و لصبغها باللون البني يعتمد الصباغ على قشور الرمان اليابس و الأزرق، في حين يستخلص من نبتة « النيلة « اللون الأسود الذي . كما إستعرض جناح الزرابي كيفية غسل الصوف المهيئة لنسج الزربية مباشرة بعد زج الخروف خلال فصل الربيع باعتباره الفترة الأكثر ملاءمة لتعرية جلد الماشية، ليتم بعد ذلك فرز و إختيار الرفيعة منها، لتكون الزربية أحسن جودة نسجا و ومادة، وهكذا فإن المعرض جاء بالمعتقدات والطقوس التي كانت تعمل بها المرأة و الوسط العائلي بأسره ،و المتمثلة في تحديد يومي الإثنين و الخميس لنصب أدوات النسج و تركيبها، أو خلال يوم إجتمال البذر لتنجح العملية التقليدية للإحتراس من العين، كما أن هناك بعض العادات تفيد أن المرأة تتوقف 3 أيام عن النسيج في حالة وجود جنازة بمنطقتها ، و عند حلول عيد عاشوراء، و إذا لم تمتثل للتقاليد يصاب المنسوج بمكروه .