أخيرا تحرر من نعاس الشتاء العتيقْ منسيُ الحلم ، أطلّ من عمقه السّحيقْ يتحدى .. يتغير في محطات السّنين وحيدا .. وحيدا ، كان بلا رفيقْ.. بقهوة مرّة سوداء و وجه مندس في الجريدهْ يقرأ ما تيسر من جراح الهزيمهْ وفي الزمن الضائع، يبحث عن وطن غاب في المرآة القديمهْ بلا صوت في دروب الشوق المعلق في مداه يمتصّه الشارع ..بلا أثر ، يمحي خطاه ينشر قسمات البوح الهارب من وسادة الحلم في خريطة تزخرف كهوف المدينه للمتاهة ألف باب و باب موصدة على الأصدقاء و الأحباب و خلف الجدران عيون الساهرين على موعد على لقاء.. ينكِّسون راية الفقر بكبرياء الجوع و يطردون الذباب من سراديب المتاهه في انكسار الوقت و بكاء المصابيح يداعبون غيمة الصبح بأصابع الأمل المعتق برائحة المطر يغسل تربة الوطن و يرسل الحياة إلى الجذور في الأعماق على سحابة .. على وثورة تنام في عتمة الأنفاق على متاهة الرحيل في سماء الميلاد يقشرون الأيام على ضجيج الأخبار و الصدى يدحرجون صخرة نُقشت عليها عباره « لا تركب دهشة الطين حتى تأتيك الاشاره فأنت القادم و الراحل في عمق المتاهات من الآخر بدأت كي ما يفوتك أول الكلام خذ من وصايا أمسك الجريحْ و بملء الثقة ،اركَب دهشة الريحْ و انسج من أيامك إيقاع التضاريس الحزينه و شقوق الأرض و أكفان المدينه لا وطن لا حلم لا حضن يستقبلك غير متاهة العقل في غابة الظنون فللوطن في حلم عينيك بياض و السواد من كحل الليالي في الجفون لن تموت بصمتك .. لن تموت فجرحك ناقم عنيد .. عنيد يداوي الماضي بصبح جديد .. جديد».